السفير الاسرائيلي في معرض القاهرة للكتاب

سواليف _ سادت حالة من الغضب أوساط الناشطين في مصر، على خلفية تأمين السلطات المصرية زيارة السفير الإسرائيلي لدى القاهرة، دافيد جوفرين، إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب بضاحية التجمع الخامس، أمس الثلاثاء، رفقة بعض موظفي السفارة، مستنكرين توسع نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي في ممارسات التطبيع خلال السنوات الأخيرة.
وقالت السفارة الإسرئيلية في القاهرة، عبر حسابها الرسمي على موقع “فيسبوك”، “إن السفير جوفرين محب للقراءة، وكان منبهراً جداً من المكان الجديد لمعرض الكتاب في مركز مصر للمعارض الدولية، والذي يتزامن مع احتفال المعرض هذا العام باليوبيل الذهبي”، ناقلة عنه قوله: “إنه مكان أكبر وأجمل، مما يُعطي للكتاب قيمته، ومكانته”.
وعلق عضو مجلس نقابة الصحافيين المصرية، عمرو بدر، قائلاً “وسط أخبار الحبس والتعديلات الدستورية وغيره، مر خبر عار، ومصيبة سوداء… السفير الإسرائيلي زار معرض الكتاب مع مسؤولين من السفارة، وتجول في المعرض على راحته… مسخرة ومأساة، وانحطاط عمرنا ما عشناه قبل كده!”.

بدوره، قال الناشط، إسلام المصري: “السفير الإسرائيلي زار معرض الكتاب في القاهرة… في عام 2011 حاصر متظاهرون مصريون السفارة الإسرائيلية في القاهرة، واقتحموها”، مستطرداً “عهد يناير، وعهد السيسي”.
وقال الصحافي محمد الشماع: “كنت كل فترة أفكَّر الكاتب صلاح عيسى بأزمة مشاركة إسرائيل في معرض الكتاب أوائل الثمانينيات… وإزاي كان هو عنصر أساسي في الاحتجاجات يومها، وابتكر طرق جديدة لتوزيع المنشورات داخل الكتب في المعرض… بس كان دائماً يصحح لي إنها لم تكن مشاركة، وكان الجناح الهولندي يعرض كتباً لدور نشر إسرائيلية”.
وأضاف الشماع: “كان في رأي عام قوي، ونخب ومثقفين وقفوا قدام ده، ومات فيها صلاح عبد الصبور… إمبارح السفير الإسرائيلي زار المعرض، ودخل من الباب عادي جداً… وتجول وزي الفل، ولا حد حس، ولا حد اتضايق… أكيد فيه حاجات كتير اتغيرت!”.
اللافت أن رئيس الهيئة العامة للكتاب، هيثم الحاج، صرح قائلاً إن “زيارة السفير الإسرائيلي لمعرض الكتاب كانت غير رسمية، ولم تبلغ إدارة المعرض بها، أو تسمع عن تواجده داخل المعرض”، مدعياً أن “سفير دولة الاحتلال زار المعرض مثله مثل أي زائر آخر، ومر بالخطوات التي يجريها أي زائر من قطع للتذكرة عبر الشباك، والوقوف في طوابير الدخول للمعرض”.

وتعد من أبرز المحطات التي شهدها معرض القاهرة الدولي للكتاب عبر تاريخه، مشاركة إسرائيل في دورة المعرض الرابعة عشرة عام 1981، حينما ترأس الشاعر الراحل صلاح عبد الصبور هيئة الكتاب، وتلقى أمراً من الرئيس الراحل أنور السادات بمشاركة إسرائيل في دورة المعرض، بعد توقيع اتفاقية السلام بين البلدين، وهو ما اعترض عليه المثقفون آنذاك.

وخلال جلسة جمعت عبد الصبور بعدد من أصدقائه الشعراء، وفناني الكاريكاتير، تلقى نقداً لاذعاً من رسام الكاريكاتير بهجت عثمان، حول قبوله تكليف السادات باستضافة إسرائيل، واتهمه عثمان وآخرون بالتطبيع، ما أدى إلى وفاته عقب السهرة التي جمعته بأصدقائه بأزمة قلبية عن عمر ناهز 50 عاماً، متأثراً من الاتهامات التي تلقاها من أصدقائه بالتطبيع.

وبالرغم من التكثيف الأمني حول جناح إسرائيل بالمعرض، احتشد الشباب المصري الرافض للتطبيع الثقافي مع إسرائيل، واقتحموا الجناح بالقوة، وحرقوا العلم الإسرائيلي، وفشلت مشاركة إسرائيل في المعرض، لتكون أول وآخر مشاركة لدولة الاحتلال في تاريخ معرض القاهرة الدولي للكتاب.

إلى ذلك، دانت اللجنة الثقافية في نقابة الصحافيين المصرية زيارة سفير الكيان الصهيوني لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، معتبرة أن “هذه التصرفات الصبيانية للسفير الإسرائيلي، ومحاولته للإيحاء بوجود حالة من التطبيع الثقافي، لن تثني الشعب المصري عن التأكيد على رفضه لكل شكل من أشكال التطبيع”.

وشددت اللجنة على تمسكها بقرار الجمعية العمومية لنقابة الصحافيين برفض التطبيع مع الكيان الصهيوني، باعتباره الموقف الرسمي للشعب المصري، وفي القلب منهم الجماعة الصحافية.

ويعمل السيسي جاهداً، منذ وصوله إلى الحكم على توطيد العلاقات مع تل أبيب، على نحو غير مسبوق، وصل إلى حد التحالف في بعض المواقف الإقليمية، والتنسيق حول توجيه ضربات الطيران للمسلحين في سيناء، بوصفه أحد الأطراف الفاعلة فيما يُعرف بـ”صفقة القرن”، التي يرعاها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.

وسمحت السلطات المصرية باحتفال السفارة الإسرائيلية علناً للمرة الأولى بالذكرى السبعين لنكبة فلسطين العام الماضي، وذلك في فندق “ريتز كارلتون” المطل على ميدان التحرير بوسط القاهرة، في أعقاب افتتاح السفارة في القاهرة مجدداً بعد إغلاقها تسعة أشهر كإجراء أمني وقائي.

وأُعيد افتتاح السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، في سبتمبر/ أيلول 2015، عقب أربع سنوات من الإغلاق، من جراء محاصرتها من حشود غاضبة، رداً على مقتل جنود مصريين برصاص إسرائيلي على حدود البلدين.

تجدر الإشارة إلى توقيع مصر اتفاقاً لاستيراد الغاز من إسرائيل، في 19 فبراير/شباط 2018، إذ نقلت وكالات الأنباء عن شركة “ديليك دريلينغ” الإسرائيلية حينها، أن “الشركاء في حقلي الغاز الطبيعي الإسرائيليين تمار ولفثيان، وقعوا اتفاقات بقيمة 15 مليار دولار على مدى 10 سنوات، لتصدير الغاز إلى شركة دولفينوس المصرية”، والمملوكة لنجل أحد العسكريين المقربين من الرئيس المخلوع حسني مبارك، رجل الأعمال علاء عرفة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى