أولا وأخيرا / يوسف غيشان

أولا وأخيرا

بعد شخير طويل اكتشفت الفوائد للوجستية للمنسف، وهي فوائد يمكننا استغلالها سياسيا وتطبيقها عمليا على صراعاتنا مع العدو الصهيوني ، ولماذا لا نجربها في مرحلة ضياع المقاييس والمعايير والطعة وقايمة . وهذه الفوائد المنسفولوجية تتلخص في التالي :
ثانيا: ان المنسف هو شكل من اشكال الديمقراطية العربية وهو دائري مثل الديمقراطيات الأوروبية ، لكنه يعتمد نظام الطارات … الطارة الأولى من كبار القوم ثم من يليهم ومن يليهم ومن يليهم … ويرمى ما تبقى من مائدة الديمقراطية العربية للكلاب. ومن ذات الناحية فأن الطارة الأولى تمنح حاليا للضيوف (المعازيم ) ولا يبقى لأهل البيت سوى الطارة الأخيرة قبل الكلاب ، وهي غالبا خالية من اللحم.
ثالثا: حينما يجتمع الأصدقاء على المنسف ، يقوم كل طرف بتفتيت اللحم ووضعه أمام الآخر الذي يقوم بتليينه بالمريس ثم يجعله على شكل كرة ويزدرده ، بينما ، حين يجتمع الأعداء ، فإن الأول يقص اللسان ويأكله وعينه في عيني الآخر، فيما يقوم الآخر بسحب العين وأكلها وعينه في عين الآخر…. انه- اقصد المنسف- وسيلة لكشف العداوات الحقيقية والصداقات الحقيقية(الطهر الثوري).
رابعا: سبب استمرار الخلافات العربية العربية ان الزعماء العرب لا يجتمعون على المناسف بل على بوفيهات فخمة، مما يجعل اللقاءات غير مثمرة… وحدها اجتماعات وزراء الداخلية العرب هي التي تنجح، بالتأكيد يجتمعون على مناسف ليأكلوا من لحم شعوبهم، وكل واحد يعزم الزملاء لتذوق طعم لحم شعبه المشكوك على نكاشات الأسنان.
خامسا: الصراع مع الصهاينة لن يحل بالمفاوضات ، لأن اليهود لا يأكلون المناسف حسب شريعتهم المستمدة من أصول فرعونية (حرام طبخ لحم الخروف بحليب أمه)…. وكذلك الواسطة المصرية بين الفرقاء الفلسطينيين، لأن اغلب المصريين لا يأكلون المناسف أيضا.
سادسا: ان اللقاءات بين فتح وحماس لن تنجح ، وسيظل كل طرف يغذي الخط الأحمر بالدم الفلسطيني المراق، ما لم تتم هذه اللقاءات برعاية خليلية ، على اعتبار ان الخلايلة يجيدون طهو المناسف.
أما ،أولا ، التي تجاهلتها في البداية ، فهي ان كل ما قلته هو حكي فاضي ، ما لم نقف جميعنا وقفة مراجعة قبل أن نفني انفسنا، ونقوم بما فشل العدو باللقيام به بنفسه منذ عقود !!
نعم يا سادة يا كرام
كثير من قضايا العالم القديمة والحديثة تمت تصفيتها كما يريد الإمبرياليون، من قضايا الهنود الحمر حتى تفتيت الإتحاد السوفييتي وتقسيم يوغسلافيا، وتدمير العراق.
وحدها قضية فلسطين ، لم تستطع قوى الشر العالمية تصفيتها، وهي تزداد اشتعالا كل يوم . ولن يستطع احد انهاءها بشعب لا ينسى.
اتمنى لان لا نفعل بأنفسنا ما عجز عنه الآخرون.
ghishan@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى