محاضرة للشاعر الأديب سليمان المشيني عن السيد جمال الدين الأفغاني

ألقى الشاعر الأديب سليمان المشّيني مساء التاسع من الجاري، محاضرة في المركز المجتمعي المسكوني “الخيمة” بعنوان “السيد جمال الدّين الأفغاني” قال فيها إِنّ تاريخ السيد الأفغاني هو تاريخ المسألة الشرقية، فقد كان أوّل داع إلى الحرية، وأوّل شهيد في سبيلها، وكان يتميّز بقريحة وقّادة ونظر بعيد وعقل نَيِّر وبصيرة نفّاذة وثقافة واسعة وخلق سامٍ، ويتقن سبع لغات هي الأفغانية والعربية والفارسية والهندية والفرنسية والانجليزية والتركية، فاطَّلَعَ بواسطة هذه اللغات على ثقافات العالم مما جعل له مركزاً مميزاً في هاتيك الدّول. كذلك كانت تعاليمه تحمل الحكمة الرشيدة وتحفز المُتَواكِل على الإقدام وتُلَقِّن مبادىء الحرية والوطنية وتنير الطريق إلى معارج الرّقي والاستقلال والحياة الكريمة.

وأشار المحاضر إلى أنّ السيد جمال الدّين الأفغاني الحسيني يتحدّر من سُلالة الرسول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، وقد وُلِدَ في بلدة أسعد اباد عام 1839، وتلقّى علومه في كابول حيث تعلّم الآداب العربية وعلوم الشريعة والحكمة والمنطق، وقد ذهب إلى الهند عدة مرات ودرس العلوم الرياضية، ثم طاف بالبلاد العربية ونادى بفكرة الجامعة الإسلامية، وتقلّب في مناصب عالية لكنّ أعداءَهُ كانوا بالمِرْصاد فلم يستقر في منصب طويلاً، فسافر مرة ثالثة إلى الهند وبريطانيا وفرنسا. وفي باريس، استدعى سماحة الشيخ محمد عبده فشخص إليه حيث أسَّسا جمعية العُروة الوُثْقى وأصدرا بهذا الاسم مجلّة كان لها أكبر صدى في الشرق والغرب وقد كان هدفها إيقاظ الشرق وحثّه على النهضة وتحريره من الاستعمار. لكنّ هذه المجلّة الرائعة لم تعمر إلا سبعة أشهر. وفي نهاية المطاف، استدعاه السلطان عبد الحميد إلى الأستانة وفيها أُصيب بمرض خطير في فكَّيه أدّى إلى وفاته عام 1897. وقد شكّ الكثيرون في سر ذلك المرض وأَمَرَ السلطان بدفنه دونما احتفال، فلم يشيّع نعشه سوى ثلاثة من أصدقائه ولكن في عام 1944 نُقِلَت رفاته طيّب الله ثراه إلى بلاده في احتفال عظيم اشترك فيه مئات الألوف من شتّى الأُمم.

وقد حضر المحاضرة حشد من المثقّفين شعراء وأدباء في طليعتهم معالي الدكتور زيد حمزة وعطوفة أمين القدس الأستاذ زكي الغول.

———————
نادره المشيني

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى