قبل ان نخسرهم

مجرّد من كل شيء،محروم من كل شيء ..لا يأخذ أي شيء، ومطالب ان يعطي كل شيء..هذا هو حال المعلّم في بلدنا..
**
لن أكون دبلوماسياً في الانتقاد هذه المرّة ..بل سأتعمد ان أكون فجّاً ما استطعت..علّ الرسالة التي كتبت عشرات المرات بالحبر الخفيف تصل هذه المرة بلون الفحم ووضوح الحزن..
**
باسم التربية الحديثة ، جُرّد من كل صلاحياته:الضرب ممنوع،الطرد ممنوع، الترسيب ممنوع، ومع ذلك فهو مطالب بضبط الحصة، وبتخريج جيل متربي ومتعلّم وبيفهم!!! كيف ؟ لا ندري..هذه مهمّتك أنت يا رجل الطبشور..
مصروف أفقر طلاّبه أفضل من راتبه، ومع ذلك فهو مطالب بالمحافظة على توازنه النفسي وعدم نقل أزماته النفسية إلى السبورة..طيب كيف؟ لا ندري!! هذه مهمتك يا رجل الطبشور…
عليه تلقي التعليمات، وتطبيق النظريات، والانحناء جيدا لتركبه التجارب ،اذا اعترض اعتبر مخرّب ، واذا ناقش اعتبر متخلّف ..أما اذا دافع عن نفسه من ضربة بكس، أو ردّ شلّوت موجّه..سيوقف في النظارة ويحلق له على الصفر مع اللصوص والمنحرفين..
**
قمعته مؤسسته ،فقمعه المجتمع ؛ لا أحد يزوّجه،لا أحد يشاركه ، لا احد يؤجره، لا أحد يعبّره، لا أحد يستمع اليه..فهو مجرّد معلّم..!! وشو المعلّم وشو مرقته …اليس هذا واقعنا؟!!.

وعندما طالب (هذا المسكين) ان يكون له نقابة تقاسمه همّه وتحميه وتدافع عن حقوقه، اسوة بالنجارين، والحدادين، والدهّانين ، وبائعي الكعك بسمسم ، والخياطين والحلاقين والخبّازين واللحامين والكندرجية، والحلوانجية ، والكافتيريات، مع احترامنا لجميع المهن..وقفوا ضدّه وقالوا: كونه موظفاً عاماً ينبغي ان يكون ولاؤه اولا وأخيرا للدولة وليس لاي جهة اخرى.طيب ماذا عن المهندس الزراعي الذي يعمل بوزارة الزراعة ، والطبيب الذي يعمل في وزارة الصحة..كيف أجيز انتسابهم لنقاباتهم..وهل يتنافى الانتساب للنقابة مع الولاء للدولة؟ شو هالحكي؟…قالوا :بصراحة لا نربد ان نسيّس النقابةفنحن نخشى أن نضع طلبتنا امام صراعات وتشكيلات نقابية لها الوان سياسية ما ينأى بالتعليم بعيدا عن تحقيق أهدافه ورسالته السامية…
والله عجايب..وهل الطلاب مستعدين بالأصل أن يسمعوا دروسهم التعليمية حتى يسمعوا من معلميهم اتجاهاتهم السياسية؟…
قبل أن تنقرض صنعة التعليم كما انقرضت صناعة الطرابيش ، علينا ان ننصفهم بإعادة سلطتهم وهيبتهم في مدارسهم..ونقابة تثقّفهم وترفع من مهنيتهم..وغير ذلك…

غطيني يا كرمة العلي زايدة حلقي وقعت قد ما حكيت…

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى