فصص قصيرة جدا (2)

[review]

أنتحار مع وقف التنفيذ

خسر كل شيئ ، زوجته ، اولاده ، ماله ، نفسه . شعر أنه عبء على الحياة ولا فائدة ترجى منه .

صعد اعلى المنحدر وقرر أن لا ينظر خلفه ، لحظة ارتطامه بالارض ، سوف لا يعنيه من سيجد جثته ، لا تعنيه جنازة فاخره ، ولا يعنيه الدائنون ، هالة بيضاء ملأت عينية لم يكسرها سوى سرب فراشات قد اخترقها ، تذكر أنه لم يطعم قطته الصغيره التي حبسها داخل المنزل ، قرر أن يؤجل انتحاره الى يوم اخر .

مقالات ذات صلة

الأديب الكبير

لم يفهم شيئا مما قاله الكاتب المشهور في نقده لقصته الاخيره ، ولكنه ظل مشغولا في استحضار ما قاله ذلك الأديب ، طرد النوم من عينيه وأشعل الأضواء حوله وهو ما زال يفكر ….

قال الناقد : إن هذه القصة في بنائها الفني جيده ، أبتسم وهو يحك رأسه ويمسح جبينه محاولا الفهم ….

قال الناقد : إن البحث في العمق النفسي للشخوص يخضع إلى حالة من التماهي بين …بين … بين … بين ماذا ؟ بلل ريقه بقليل من الماء وتلفظ بصوت مسموع بين … بين … أصابع القدم اليمنى والإذن اليسرى ..

قال الناقد : المسألة مهمة جدا …

بدأالعرق يتصبب من جبينه ، لم يفهم شيئا ، غسل وجه بكثير من الماء وراح يستحضر وصايا الناقدالذي قال :

عليكيا عزيزي أن تراجع كتب التراث وأن تحفظ العقد الفريد غيبا وعليك بمقدمة ابن خلدون ، وحديث عيسى بن هشام وطوق الحمامة ولا تنس أن تحفظ كليلة ودمنة لابن المقفع .

شعر بصداع شديد . فعرف أن عليه أن يطفئ الأنوار كي يفهمما اراده الأديب الكبير.

أمــــل

القى برأسه بين كتقيه ، وضل يصعد ، يصعد ،ويصعد ، شعر بتعب شديد ؟،خارت قواه ،اصاب جسده الضئيل النكس ، غزا الشيب شعره احدودب ظهره ،توقف فجأة وراح يصعد بناظرية . كانت المسافة ما تزال بعيدة ، بعيدة وبعيدة ، شعر باليأس والخيبة ، نظر الى الخلف فوجد ان ما قطعة ليس باليسير ، فقرر ان يصعد من جديد .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى