على حافّة اليقين

[review]
* نص قديم !

على حافَّةِ اليقين

واقفةٌ يملؤها الشحوبُ ، ويسكنها التوجس . يفغرُ الليلُ أشداقهُ ناوياً احتلالَ المكان .

واقفةٌ لا شيءَ يوجعها سوى الكون ! تطلُّ من أفقٍ وسيعٍ على البحرِ ، لا شيءَ أمامها سوى المدى . تمرُّ عنْ بعضِ الذكرياتِ مرورَ الكرام ، وتتأمَّلُ بعضها كثيراً ، كأنها تقلِّبُ ألبومَ صورٍ قديم ؛ فترمي بعضها ، ويعصى عليها رميُ البعضِ الآخر .. هذهِ سأحرقها .. هذي سأضعها في جيبي ndash; ربَّما تؤنِسُني – .. لا لا هذهِ ، آهٍ لو لمْ تُلتقطْ ؛ لكانتْ تغيَّرتْ حياتي !

مقالات ذات صلة

تضمحلُّ جميعُ الذكرياتِ في عقلها مشكلةً خيبةً كبيرة . بَحَثَتْ كثيراً عن لحظةِ سعادةٍ غامرة فلم تجدها ! أخذتْ أقدامها بالخطوِ نحوَ الحافةِ ووجهها قُبالةَ البحر ، تثقلها الأحزان من كلِّ اتجاه ؛ فوَجَعٌ هنا وفراقٌ هناك ، صِدْقٌ مقنعٌ وكذبٌ مكشوف ، حرقةُ اختفاءِ لحظةِ النشوةِ قبلَ بدءها ، طعنةٌ من أقربِ الناس لها .. لِمَ سأكملُ حياتي ؟! أو بالأحرى لِمَنْ ؟! إنَّ الطريقَ موحشةٌ بلا رفيق ، لا يبقى عطرٌ للزهور بعدَ رحيلِ العبق ، لا ينفعُ الهديلُ بعدَ رحيلِ الحمام ، عليَّ أنْ أغادر!

لكنْ لحظة ! أيعقلُ أن تنتهي أسبابُ الحياةِ فينا ؟! لِمَ دائماً ما نُفَكِّرُ بأنفسنا فقط ؟! فالسراجُ لا يُذْكى إلا لينيرَ دربَ الآخرين . يالَصوتِ العقلِ فينا ، دائماً ما يجيءُ متأخِّراً .

حسناً عَلَيَّ أنْ أعقدَ عزمي على قرارٍ ما ..

وفي خضمِّ تلكَ الفرحةِ .. أغمضت عينيها ، والتَفَتَتْ إلى الخلف ، وارتمت بينَ يدي المجهول !!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى