سفر ( أو وداع)

[review]
توقف شريط الذكرياتعلى وجعي : ها هو رقمكِ يظهر على شاشة هاتفي … أين أنت الآن؟… حضرت لأودعك … يتسارع نبض قلبي، أشعر بضيق يأكل أنفاسي، أترك حقائب سفري في قاعة الانتظار، أخرج مسرعا حيث تنتظرين … تنهضين عن المقعد، تتقدمين نحوي بتؤدة، لأرى امرأة سواكِ … كسيرة شاحبة، بدت في وجهها أمائر الموت. طفحت عيناك بوافر الدمع … حان وقت الفراق. تفتحين حقيبتك الصغيرة، تخرجين منها قنينة ماء، كانت قد لامست شفتيك المرتعشتين، تضعينها في حقيبتي، بينما أفتش فيها عن دفاتر حبّك التي طلبتِ أن أعيدها إليك لتفرغي عليها شوقك القادم ndash; كأنّك كنتِ تعلمين أننا لن نلتقِ ثانية ndash; تهدينني تلك الرواية التي اتفقنا أن نبدأ قراءتها سويا حالما افترشتُ آلة السفر. تصافحينني موصية : اعتنِ بك، تديرين ظهرك، حانية الرأس، ولازلت أتحسس ملامس الوداع تحرق كفّي، تمضين إلى حافة الطريق كي توقفي سيّارة أجرة، أتقدم نحوك دون أن تدركيني خلفك، أنظر وجهكِ لأصاب بدموعكِ ، وقد انفرطت كحبات الماس، مذيعة سرّها للطريق. وما إن تستشعري وجودي حتّى تسرعي الخطى هاربة منانكساري ، فأقتفي أثر الكآبة ترافق جسدك المبتعد، ولأوّل مرّة أطلبك على الهاتف فيما أنت تسيرين أمامي، تسابقين الألم، ليوجع صوتك المخدوش قلبي، وأنت تردّين : يا حقير …. أحبك.

مقتطف من نص كتبته قديما

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى