و……..عاد

[review]

عاد إليها بعد أن تعوّدت خلاياها على ظمأ الانتظار……وأضحت نظراتها أقلّ تعلّقا بطيفه المرسوم على قوس الأفق البعيد……وصارت تنهيداتها في مسافة التتابع البعيد البعيد كلما لاحت ذكراه في مدى أشواقها…….

عاد وقد نسيت حجم اللهفة التي مضت…….وكمّ المشاعر التي انقضت…….وشعلة الانتظار التي انطفت…….وتعودت على اللاوجود بعد أن عوّدت حنينها على ما تعوّدت…….

نظرت في عينيه…..فرأت لا شيء , بعد أن كان هو الشيء الذي ملأها حتى غدا لها كلّ شيء

مقالات ذات صلة

برودة وجليد…..ملأ المسافة بين الأنفاس التي تعانقت ذات يوم……وصقيع متناثر في كل مكان لفّ الأرواح التي تآلفت أو حسبتها هي كذلك quot;أنها تآلفتquot;…….حتى الصقيع أبى في تلك اللحظة أن يوحّد برودة اللقاء الذي تمنّت لو أنه ما كان ولا حان ولا للبرودة استكان…..

طال الزمان على فسيفساء أرضها التي تشققت تحت ضربات لهيب شمس الانتظار وأضحت اكثر قابلية للتفتت والتناثر بفعل رياح الوحدة التي تغتال أيامها وأفراحها …..فتصحرت أركان القلب ومواضع اللهفة فيه وأعلنت كل الأشوق أن لا حياة ولا نبات ولا بقايا ماء ينبض فيها فقد جفّت كل ينابيع الإحساس….. حتى مواصي المشاعر المختزنة كلها سالت وخرجت من مكامنها وتبخرت تحت قيظ رمضائها………

لم يجد لديها ما كان يرجوه من فيء……حتى العتاب الذي أمِلَ أن يجده في عينيها لحظة اللقاء وجده أحرف من سراب اغتسلت بشمس لامبالاتها…..وغيضت كل اللهفة التي انتظرها بين كثبان متحركة في قسمات وجهها…….فلا صدق كما كان له بدا……ولا اشتياق حط من قلبها في قلبه كما قلبه اغتدى…..

أحاسيس صامتة امتدت من بؤرتين متقابلتين دون ان تتقاطع……..وعجز عن الكلام ……وذهول غلّفه…..أحقا ما يراه….؟؟؟ كيف لما كان أن لا يكون…..؟؟؟ هل ما يراه ضرب من الحقيقة…..أم سياط من الخيال……؟؟

انسحب مع خيبته بصمت ……. فقد أبت عليه إلا الصمت…….فعبق الخيانة ما زال يفوح من بين أكمام زيفه……

تركته يمضي……..أمسكت بعضا من رمال حولها تعايشت معها نثرتها خلفه وباحت لنفسها بشجن مشحون بالألم…….

قابلت صدقي بكلِّ الكذب المخبوء في أعماقك منذ عصور………..فكيف لما كان أن يكون……؟؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى