وأخيراً فهمتوا…! / م . عبدالكريم ابو زنيمة

وأخيراً فهمتوا…!
صرح أكثر من مسؤول فلسطيني ممن إنخرطوا وروجوا للسلام بأن الادارة الامريكية قد تخلت عن مسؤولياتها وذلك عقب التصريحات الامريكية عن تخليها عن خيار حل الدولتين ،هؤلاء أو البعض منهم الذين هيئوا الارضية لهذا العبث بالقضية الفلسطينية حتى أوصلوها الى هذا المازق الخطير من تشرذم وانقسام وإقصاء للرموز الوطنية والتخلي عن الثوابت الفلسطينية ليصلوا الى قمة إدارة السلطة الفلسطينية كمكافأة لهم على ما قدموه للمشروع الصهيوني ، فإن كانوا مقتنعين حقاً بالدور الامريكي المُعادي بكل المعايير للفلسطينين وقضيتهم والمنحاز بشكلٍ جَلي للعدو الصهيوني ؛ فهم أغبياء ويجب ألا يبقوا في مناصبهم ويتوجب عليهم الاعتراف بحماقتهم وفشل سلامهم المُذل والمُخزي كما أنه يتوجب عليهم الاعتذار لكل فلسطيني وعربي، وإن كانوا يعرفون نتائج مشروع سلامهم بأنه لن يخدم الا العدو الصهيوني لا سيما وأن مؤشرات فشله قد ظهرت منذ لحظة توقيع المعاهدة إضافة لذلك فان كل المواقف الامريكية قبل السلام المذل وبعده كانت راعيةً بصراحةٍ فجة لهذا الكيان الارهابي فهم بالتأكيد قد خانوا القضية المقدسة ويجب محاكمتهم فلسطينياً .
كانت القوى الوطنية بجميع أشكالها تُحذر من المسارات المنفردة منذ عقد مؤتمر مدريد للسلام وكانت تدعوا لتوحيد المسارات العربية ، إلا أن المُتآمرين والمهرولين نحو إسرائيل بدأوا بتوجيه سهام التشكيك نحو سوريا إذ إدعوا أنّها انهت كل تفاصيل تفاهماتها مع اسرائيل وانها تستغل المسار الفلسطيني والاردني لتحسين شُروطها بالوقت الذي كانت فيه سوريا تتمسك بالمسارات العربية وتدعوا لعدم الانفراد ، ليتفاجأ العالم بإعلان إتفاق أوسلو للسلام والذي اعترف رئيس السُلطة الحالي بأنه خطه بيده ليخدع حتى الوفد الفلسطيني المُفاوض في واشنطن لينفرد بذلك عقد المسار العربي وتُوقع معاهدة السلام بين السلطة الفلسطينية يليها توقيع معاهدة وادي عربة ! كُل ذلك ولا زالت سوريا متمسكة بكل حقوقها وترفض التنازل عن شبرٍ واحد من مياه بحيرة طبريا وأثبتت الايام والسنين زيف وخداع وتضليل كل المتآمرين ليس على فلسطين وحدها فحسب وإنما على الامة العربية جمعاء ، وللأسف فقد وقع ما حذرت منه كل القوى الوطنية ولم يُحقق هذا السلام شيئاً للقضية المقدسة وأنفردت اسرائيل بعد تخلي كل الدول العربية عن قضيتهم المركزية والتي لم يقدموا لها أصلا ما يُمّكنها من المقاومة والصمود ،ويوماً بعد يوم تتكشف حجم المؤامرات والتواطؤ على الوطن العربي من قِبل النظام العربي نفسه ولا أدّل على ذلك من تفاخر زعيم الكيان الصهيوني نتنياهو وهو يقول بأن دول الاعتدال العربي لا تنظر الينا كعدو بل كحليف أستراتيجي !
امريكا التي قامت على جثث الهنود الحمر والتي تعتاش على دماء الشعوب والراعية للارهاب العالمي لم ولن تكون يوماً داعمة لحقوق الشعب الفلسطيني وهي تعلن جهاراً نهاراً انحيازها المُطلق لاسرائيل و دول الغرب الاستعماري كذلك أيضاً .
وأخيراً ها قد مضى شهران من العام الموعود 2017 حيث صرح زعيم السلطة الفلسطينية في ختام المؤتمر السابع لحركة فتح في نهاية العام الماضي بما نصه ” أن عام 2017 القادم سيشهد نهاية الاحتلال الاسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها في القدس الشرقية” وهو نفسه الذي خط بنود اتفاق اوسلو…فاذا تحقق ما صرح به سننحي له إجلالاً وإكباراً وتقديراً…لكن اذ لم يتحقق منه شي وطلب منه تقديم تنازلات أكبر فماذا هو فاعل…هو واركان سلامه ما دام انه ليس لديه اركان حرب!!!

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى