هبايل هردبشت / يوسف غيشان

هبايل هردبشت
الاحتيال أمر سيّء – اتفقنا – لكن أسوأ أنواع الاحتيال هو الاحتيال على الذات ، لتفريغ شحنات عدم الرضا ، وبالتالي تفريغ الهمّة التي تسعى إلى التغيير نحو الأفضل .
عندما نسمع او نعرف بأيّة وسيلة إعلامية ،أنّ فلاناً من الناس قد نجح وتألق في عملٍ ما ، أو توفّق في وظيفة أو أيّ شيء ، في الوقت الذي نعتقد فيه أننا أكثرذكاء ومقدرة وأحقيّة منه ، فإننا نقول على الفور ، لكأننا نشكو من غدر الزمان ، نقول باستنكار وخيبة :
– بتيجي مع الهبل دبل !!
والمقصود طبعاً من هذه العبارة الهجين (نصّها عربي والنصّ الآخر إنجليزي) هو أنّ الحظوظ تأتي للهبايل .. وهي حظوظ مضاعفة ، رغم أنّهم (هبايل) ولا يستحقونها.
نحن هنا نمارس النميمة والحسد معاً في أسوأ تجليّاتهما ، لكن هذه النميمة وهذا الحسد هما أقلّ الأشياء التي نقترفها سوءاً .
الأسوأ هو أننا نستخدم هذه العبارة كتميمة ضدّ الفشل ، ونرتاح على جاعد الخيبة في هذا الزمان ومن هذا الزمان ، على اعتبار أننا الأكبر عقلاً والأذكى والأكفأ .. لكن هذا زمان الهبل .. التي بتيجي معهم دبل ؟
إذاً علينا أن نرتاح ولا نفعل شيئاً لأننا نعيش في زمن غير زمننا.
هذه العبارة من أكثر العبارات تقديساً للتراخي والانسحاب امام التحدّيات التي نشعر في دواخلنا بأنّها أكبر منا – حتى لا نعترف بأنها أكبر منا – ، ومن يستخدم هذه العبارة لا يضرّ إلاّ نفسه ، حتى لو كان الإنسان الذي يتحدث عنه ( أهبل ) بالفعل ، وجاءت معه الأمور دبل فعلا .
أرأيتم ، كيف استطعت ن (ألهمدْ) مقالة كاملة من قول ضعيف وناقص ومحدود الأفق والخيال .. أتعرفون لماذا نجحت ؟؟
– لأنها بتيجي مع الهبل دبل !!
من كتابي(هكذا تكلم هردبشت)الصادر عام2011

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى