نظرية امنية جديدة / جميل يوسف الشبول

نظرية امنية جديدة

قبل حوالي 30 عاما قامت الحكومة بانشاء مخفر للشرطة في بلدتي “الشجرة” وخلال 10 سنوات لم

يتلقى المخفر شكوى واحده فقامت الحكومة بترحيل المخفر .

ان قدرة الامن الاردني على اكتشاف الجرائم بل ومنعها قبل حصولها يعود بالدرجة الاولى للمواطن

الاردني المحب لبلده ووطنه فنجده هو الذي يبادر الى التبليغ عن المجرم حتى لو كان ابنه او اخيه

وتعودنا ان نسجل ذلك في سجل الشرف الامني الاردني لان امن الاردن امننا وشرفه شرفنا وعزته

عزة لنا وهوانه هوان لنا وعلينا.

يشعر المواطن الاردني الان بخيبة امل مما يجري فهو مطلوب للامن وملاحق ومتابع ومتوتر منذ

خروجه من المنزل حتى العودة له ، فعندما تخرج من منزلك فانك تتصبح بشرطية ممسكة بسلاحها

“دفتر المخالفات” وعندما تصل الى المكان اينما كان فتجد مجموعات من رجال الامن منهمكون في

كتابة المخالفات وتوزيعها كجوائز على ابناء الشعب بعد اشباع المكان باشارات ممنوع الوقوف

والتوقف كما هو الحال في مستشفى الجامعة الاردنية وما حوله وعلى سبيل المثال.

نفاخر الدنيا وعلى لسان احد وزراء داخليتنا بان لدينا مئات الالوف من المطلوبين امنيا منهم عشرات

الالوف من نساء الاردن بعد ان خدعوهن بما يسمى بمشاريع تمكين المرأه وللاسف فان هؤلاء

المطلوبين ليسوا متأمرين على امن البلد ولا سارقين لميارات الدنانير من خزينة الدولة بل ان 90%

منهم مدين بمئات قليلة من الدنانير هي كافية لان تضع الدولة القيود حول معصميك وتساق كالبهيمة

الى سيارة السجن وقبل ايام وبعد ان اصيب الجلاد بالوهن تم رفع المبلغ الذي يستحق ان تتوقف امنيا

عليه ليصل الى الفي دينار .

لا فرق بين ان تكون هذه المبالغ رسوم للدولة او لمستثمر في صناعة العلكة فاموال المستثمر هي

اموال اميرية ، وكم كان حزني شديدا على ذلك المواطن الذي يقول ان زوجتي سجنت اربع مرات وهي

مقترضه من برامج تمكين المرأه من قبل صندوق التنمية والتشغيل.

العبقرية الامنية الجديدة بتسيير دوريات راجله لحماية الكاميرات بعد ان نشرناها في كل مكان و نثرناها

على رؤس الجبال والاودية كما نثرنا رمال العقبة وحولناها ذهبا ونقول لهم انكم فقدتم اهم عنصر في

المعادلة الامنية وهو المواطن خادم بلده مجانا وبدون ثمن والذي ضاق ذرعا بتصرفاتكم التي طالت

كرامته .

هناك جفوة وفجوة احدثتموها بين المواطن والمسؤول ان لم تبادروا لردمها فسوف تدفنون فيها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى