مزغرته

الاربعاء 18-8-2010

كان احد المدرسين في المرحلة الابتدائية لديه عاده غريبة ..فبعد ان يتمشى بين المقاعد ،يختار طالبا بعينه ليقف فوق رأسه..وحتى يسترسل بالحصة كما يجب ، كان يضع كوعه الأيسر فوق رأس الطالب والعصا تحت ذقنه ويبدأ بشرح الدرس لبقية الطلاّب بتأنٍ وطولة بال ..وأحياناً يملي عليهم فقرات طويلة من درس ذلك اليوم..بينما الطالب المسكين الذي يرزح تحت كوعالمعلّم..لم يكن قادراً على كتابة حرف واحد مما يسمع ، أو أن يجرؤ على استئذان معلّمه بان يرفع كوعه قليلاً ليحك رأسه أو يمسح عرقه، وكيف له ذلك وكوع السُّلطة فوق رأسه والعصا منتصبة امام عينيه ..والأنكى من كل ذلك، أن المعلّم كان ينسى أحياناً مسألة احتلاله لرأس الطالب على مدار 45دقيقة فكان يعنّفه لأن صفحة دفتره بيضاء وواجبه غير منجز..(شايفين حمة البال).
**
هذه الأيام أجد تشابها كبيرا بيننا وبين ذلك الطالب المغلوب على أمره ..رمضان ، وأسعار مرتفعة، ودرجات حرارة غير عادية، ومياه مقطوعة..وهناك واجب رفع البنزين الذي علينا ان ننجزه دون أعذار ..طيب ارفعوا كوعكم عن رؤوسنا قليلاً حتى نستطيع أن نحكّ براحتنا أو نمسح عرقنا من هذا الصيف الجهنّمي حرارة وأسعار، أو اعفونا من واجب الرفع هذا الشهر ..فكيف نكون تحت آباط كل هذه القوى التي تحاصرنا و ننجز واجب الأوكتان.. مستحيل..
**
ليست الصدقة- في رمضان – بعشرة امثالها وحسب ،بل آثار الرفعة أيضا..لذا نتمنى ان تعتقنا الحكومة من رفعة الشهر الفضيل وتؤجلها الى لشهر القادم ..ترى الأمور هيك هيك مزَغِرْته!!..

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى