لماذا اهتم الأردن بتصريحات علوش؟ / عمر عياصرة

لماذا اهتم الأردن بتصريحات علوش ؟

استدعى تشكيك القائم بأعمال السفير السوري في الأردن أيمن علوش بمشاركة الجيش الأردني في حرب أكتوبر عام 1973 على هامش مشاركته في ندوة أقيمت في المنتدى العربي بعمان السبت، قيام الخارجية الأردنية باستدعاء الرجل وتوجيه اللوم له، وقد سبق ذلك تصريح لمصدر مسؤول يرفض فيه التشكيك بدور جيشنا العربي.
تصريحات علوش لم تكن لتلقى هذا الاهتمام لولا إجراءات الحكومة الأردنية التصعيدية، التي أعطتها ضوءا إضافيا، وجعلت منها مادة للتداول الإعلامي.
هذا مع تأكيد بعض الحاضرين للندوة من مقربي النظام السوري، كالأستاذ جمال علوي والنائب السابق ناريمان الروسان، بأن علوش لم يشكك بدور الجيش، وإنما فبركت مقولاته بشكل مقصود.
ما يلفت النظر، هو سلوك الحكومة الأردنية، فليس من أعرافنا الدبلوماسية «نعمل من الحبة قبة»، والسياقات تختلف عن تلك التي دفعتنا باتجاه طرد السفير السوري السابق بهجت سليمان بسبب مشاكساته ذات الإساءة الواضحة.
لكنني اعتقد أن صانع القرار الأردني يريد من وراء سلوكه الأخير تجاه تصريحات القائم بأعمال السفارة السورية واحدة من اثنتين.
فهو إما يرغب بإنتاج حالة حركشة مع النظام السوري، فهناك شعور أردني أن توددنا المستمر لدمشق ونزوعنا نحو فتح الخطوط معهم، لم تلق إلا «إدارة ظهر» وصفاقة، وهنا كان لا بد من انتظار موقف، نقابله بخشونة معقولة.
الاحتمال الثاني، إننا بدأنا نضيق ذرعنا بزعرنة الخطاب السوري تجاهنا، فقد تردد أنهم يريدون منا اعتذارا، وهنا جاءت الرسالة لتقول إن الأردن لا تخضع للابتزاز ولن نخاف شكلكم الجديد.
كلا الاحتمالين واردان، ورغم تناقضهما، إلا إنني على قناعة بأن الدولة كان بإمكانها التجاوز عما قاله علوش، فحجمه وما قال لا يضران، لكن ثمة رغبة أردنية بإرسال رسالة لدمشق، وأظنها وصلت.َ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى