كلب الدرك الوطني / د . محمود الحموري

كلب الدرك الوطني
“مقتبس من الأدب الجزائري”
منقول عن حيدر البصراوي بتصرف …
كلب من كلاب الدرك الوطني كان يقف على حاجز أمني بالصدفة عند عبور نائب برلماني بسيارته، والبرلماني بالطبع عنده حصانة ولا يمكن تفتيشه. وعندما تعرفوا عليه رجال الدرك سمحوا له بالمرور و رفعوا الحواجز، لكن الكلب نبح .. ونبح نباحا” مستمرا”, حيث كان متأكد أن سيارة النائب البرلماني فيها مخدرات, و حاول أن يهجم على السيارة، و طبعا عناصر الدرك عرفوا بأن السيارة فيها مخدرات ولكنهم لم يستطيعوا اعتراض طريق النائب و تفتيش سيارته خوفا من الحصانة التي يتمتع بها !ولكن الكلب كان مصمما، ومع اصراره أفلت الدركي السلسة لينقض الكلب على السيارة و في هذه الأثناء تقدم عناصر الدرك من النائب و طلبوا منه السماح لهم بتفتيش السيارة و عثروا بداخلها على كميات كبيرة من المخدرات.
هذا الكلب يعجبني للأسباب التالية:-
١. هذا الكلب لا يعرف ماذا يعني نائب ولا مسؤول، ولا يعرف معنى الحصانة !
٢. هذا الكلب تدرب على خدمة المجتمع والوفاء لأرضه التي يعيش عليها والوفاء لصاحبه الذي يطعمه ويشربه الوفاء لعمله المكلف به !
٣. هذا الكلب لم يقسم على حماية الوطن ولم يوقع على مدونة سلوك ولم يقرأ دستور بلاده ولا يعرف معنى الوطن، لكنه لاحظ الخطأ ولم يسكت عنه!
٤. هذا الكلب يقوم بواجبه إتجاه الوطن على أكمل وجه فلا يخون ولا يبيع !
٥. وعندما تجد أن الوحيد الذي يقوم بعمله على أحسن وجه هو الكلب ستحزن، لأنه كلب لم يخف من السلطة بقدر خوفه على الحق.
٦. من حق الكلاب أن توصف بالوفاء لأنها تعرف معنى المسؤولية،
٧. فهل تعلمنا الوفاء من الكلاب …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى