فقراء على الحافة / يوسف غيشان

فقراء على الحافة

لا أتحدث عن الخبز فقط، فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل باللحم والرز والعيش الكريم والعمل الكريم والسكن الكريم والحرية والمواطنة ودولة المؤسسات.
يا جماعة الخير، حينما يفقد الإنسان الأمل يتحول إلى وحش كاسر ، وحينما يرى الإنسان أولاده جوعى وهو عاجز عن سد رمقهم فانه يفقد معظم ضوابطه الأخلاقية؛ فالجوع كافر .
فقراء الوطن يدركون بأنهم وصلوا إلى الحافة … حافة الجوع …حافة العجز … حافة فقدان الأمل . احذروهم؛ لأنهم من الممكن ان يتحولوا إلى وحوش تدمرنا جميعا وتدمر إنجازاتنا برمشة عين.
ومثلما تعطي النوبات القلبية رسائل تحذيرية للجسد على شكل نوبات صغرى غير قاتلة لعله يغير سلوكياته في العيش، فأن فقراء الأردن أعطوا هذه الرسائل التحذيرية أكثر من مرة خلال العقود الأخيرة.
الفقراء يمثلون مؤسسات الدولة مثل موظفي الدولة الصغار الفقراء أو أبنائهم وإخوتهم العاملين في القطاع الخاص كأجراء، أو الفلاحين المتبطلين أو العاطلين عن العمل.
آن الأوان ان تغير الحكومات الأردنية عاداتها المعيشية وتنحاز إلى الفقراء ضد لصوص المال العام وسادة التجويع والترويع … قبل ان تنتابها جلطة مروعة، لا ينفع معها حبوب تحت اللسان ولا الأسبرين وخلافه، وسوف نعاني منها جميعا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى