عباس يحتاج إلى مساندة / عمر عياصرة

عباس يحتاج إلى مساندة

«قد تكون هذه آخر جلسة لي معكم، وما فيه حدا منا ضامن عمره، بدهم يعلنوا عن الصفقة يعلنوا عنها وقتما وكيفما شاؤوا، ولكن غير اللي بدنا إياه مش راح يصير، قلتها قبل هيك، وبعيدها، لن أنهي حياتي بخيانة، مش ابن فتح اللي يتنازل ويفرط ويبيع، والثوابت ثوابت وما فيها لعب».
هذه كانت مقتطفات من كلام الرئيس محمود عباس في اجتماع المجلس الثوري الأخير بعيدا عن الإعلام، وانا لا استبعد صحتها، فموقف ابو مازن الى اليوم، يعتبر صلبا تجاه صفقة القرن المزعومة التي تمهد لتصفية حقوق الشعب الفلسطيني.
موقف صلب، شئنا ام ابينا، اتفقنا مع سلوك الرجل السياسي التاريخي ام اختلفنا، مهما كانت تقييماتنا له، ورغم كبيرته في اوسلو، الا انه اليوم يسجل ممانعة ومعاندة راشدة، واعتقد ان يستحق المساندة والدعم من قوى الداخل الفلسطيني ومن الاردن على التحديد.
ايضا يحتاج عباس الى الانتقال بموقفه الجيد من مرحلة الممانعة الموقفية الكلامية، الى حالة اجرائية على الارض، تصنع وتبرر قنطرة للقوى الفلسطينية كي تسانده دون خجل او ريبة او تشكك.
فلا يعقل ان يمانع الرجل ويزاحم واشنطن بعظمتها، دون لحمة داخلية متينة تعيد تصميغ غزة بالضفة، وتبرّد التنسيق الامني، فالمواجهة عصيبة.
ولا يعقل ان تقف معه الجماهير في غزة وهو يحاصرها، فهناك رتوش في الداخل الفلسطيني يمكن من خلالها ان يصبح اكثر قوة وصلابة في مواجهة الضغوط.
قناعتي غير المتبدلة، ان الطرف الفلسطيني بظاهره ضعيف مشتت، تضغط عليه عواصم الاقليم بدل ان تسانده، رغم ذلك، يظل هو الموقف الاقوى، لأنه لا سلام دون الفلسطينيين، ولا تفريط الا اذا فرّطوا، اما المقولة التي يتخوف منها البعض مثل «غياب الشريك» «الفلسطينيون لا يريدون السلام»، فهي ليست اكثر ألمًا من تصفية حقوق الفلسطينين وجعلهم يقفون امام خيار الانتخار والانفجار.
اردنيا، نحن لا نمارس ضغطا سلبيا على ابو مازن كما تفعل بعض العواصم الحليفة لنا، ولعل فشل صفقة ترامب تشكل مصلحة حيوية وطنية اردنية، وهذا يستدعي ان لا نترك الرجل بالعراء، فبعض التشجيع والمثابرة قد تجعله اكثر تماسكا، وقد تمكنه من افشال اندفاعة ترامب التصفوية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى