عادات العزاء المنعكسة / علي الشريف

عادات العزاء المنعكسة

لكل دولة من الدول او لكل عرق او قومية عادات خاصه به لا تتغير ولا تتبدل انما يمكن ان تتطور لمفهوم اخر وربما ان تهذبها الديانة في بعض الاحيان فترسم حدود لتلك العادات والتقاليد.
ما اريد ان اكتب عنه هو بعض العادات التي تغيرت راسا على عقب في بلادنا وخصوصا ما باتت تسير على عكس ما نادى به الاسلام وتحديدا في العادات المتربه عند موت احد الاشخاص والتي باتت تشكل عبئا كبيرا و يجب الحد منها او ايقافها .
ان بدانا فاننا نريد ان نبدا من لحظة الموت والبكاء والنوح واستحضار بعض النفاق بكل تجلياته ومن ثم تلاوة القران والايات والاحاديث التي كانت غائبة عنهم بمبالغة كبيرة وكانهم يريدون ادخال الميت الجنة من الباب الواسع .”ان القرءان يتلى اناء الليل واطراف النهار وهم جعلوه فقط لللموت.
القصة ليست هناك وانما ما يتخلل فترة العزاء والتي اصبحت عبئا كبيرا على اهل المتوفى والناس والتي بتنا نشاهدها بصورة مقززة جدا مثل الطعام الذي يتكبد ثمنه اهل المتوفى او فرضه عليهم من باب الواجب وبر الميت وكانه اصبح خاوة .
من اراد ان يبر انسانا فان البر يكون اثناء الحياة وليس بعد الموت لان كل شيء ينقطع ومن اراد ان يفعل شيئا فالصدقة هي الاوجب ولكن دون نفاق حتى تجوز الصدقة والاهم ان اهل الميت لا يمكن ان يتركوا مصابهم ويبداوون باطعام الناس فهذا ليس واجبهم ولم يرد حتى في الشريعة الاسلامية .
الحكاية الاهم ان فترة العزاء هي ثلاثة ايام وتكون اما في البيوت او المضافات واثناء الثلاثة ايام لا يمكن استحضار العبرة من الموت فعند النساء يكثر القيل والقال والاستغابة وعند الرجال يكثر الحديث عن الدنيا وهمومها وربما نجد الضحكات تتعالى .
هنا القصة تختلف فالعزاء هو بعد الدفن ولا يوجد اي نص ديني يقول ان العزاء ثلاثة ايام انما الحداد هو لثلاثة ايام فقط ولكن البعض بدا يغير كل هذه المفاهيم نهائيا ففترة الحداد التي لا تجوز لاكثر من ثلاثة ايام الا للمراة التي فقدت زوجها اصبحت تمتد لتكون اسابيع وشهورا وربما تصل الى سنوات واصبحا نرى من يريد ان يمنع الفرح عن غيره بحجة حزنه على متوفاه وربما كان هو نفسه يتمنى له الموت مما بات يعني سقوطا اخلاقيا كبيرا .

وفي نفس الوقت يعطي الحق لنفسه بان يقيم الافراح والليالي الملاح ويمنعه عن غيره وكانه يريد ان يعلن انه هو فقط من يحق له الحياة والفرح وغيره لا يحق لهم ذلك غير الطعام الذي اصبح واجبا وللاستعراض والمصيبة ان هناك من ياتي ليس لتقديم العزاء انما لتناول المنسف وفي هذه الحالة يتزايد السقوط الاخلاقي اكثر.
الاحاديث كثيرة ومخجله جدا حد التعرق من الخجل ثم ان الموت لا يعني ان تتوقف حياة الاخرين ومطالبة الناس بوقف افراحهم هذا امر غاية في السوء خصوصا اذا صدر من اشخاص كان متوفاهم عالة عليهم وكانوا دائما ما يقولون لو يموت برتاح وبريح وعندما تتحقق امنيتهم يظهرون على السنتهم مالا تخفيه قلوبهم .
ولو دخلت الى بيت عزاء فلربما تخرج بعشرات القصص التي تسمعها وان دخلت الى بيت عزاء عند النساء فستسمع قصص تقنعك بان هذه الاماكن باتت من المحرمات شرعا لما فيها من قصص اغرب من حكايات الف ليلة وليلة.
من غرائب الامور ان نرى تناقل الحكايات اثناء فترة العزاء والتي باتت تضع اسافين بين ذوي القربى وتدمر علاقات الاسرية بينهم حتى انها باتت تلغي التراحم بين الجميع وللحق فان طرق احد الباب فلربما ياتيه الجواب عاليا لا يتحمله ولا يستطيع عليه صبرا .
نحتاج في مثل هذه الامور للشريعة الاسلامية السمحاء التي نظمت كل امور الحياة ولم تترك شيئا للحديث عنه ونحتاج ايضا لاحترام حق الناس بالفرح ومشاركتهم كما شاركو بالحزن ونحتاج لان نفهم شيئا ان النبي محمد عليه السلام توفي ولم ينته الاسلام وملوك ماتت ولم تنتهي الدول واباء قضوا في ذمة الله ولم ينتهي الابناء فلا ادامة وقت الحزن ولا طول فترة الحداد الكاذبة في كثير من الاحيان ولا دموع التماسيح في بعض الاحيان باقيه ونحتاج لان يفهم البعض ان استدرار عطف الناس في بعض الاحيان ربما يمكن لساعات وايام ولكنه لا يستمر.
خلاصة الامر لا الحزن ولا الطعام ولا المناسف ولا بعض النفاق المغطى بدموع التماسيح يمكن ان يعيد ميتا الى الحياة ولا اللطم والبوستات والتعليقات وكلام الناس يمكن ان يرفع من قدر احد لذلك لنعود الى قيمنا وديننا فهذا هو الاجدى.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى