ضبابية الوعي الانتخابي للمترشحين والناخبين تحدِ مُضاف لنا..؟

ضبابية الوعي الانتخابي للمترشحين والناخبين تحدِ مُضاف لنا..؟
الدكتور حسين محادين

بداية أود التنويه أنني مؤمن وأعِيّ ما يأتي:-
1- الديمقراطيات لا تتعمق الا بتكرار الممارسة وإنضاجها ترابطا مع ضرورة والارتقاء بإيمان ووعي المواطنين بالعملية الانتخابية نفسها ، قانونا، وعيا، ترشحا واليات انتخاب فهي منظومة ديمقراطية ملحه متعددة الأدوار لكنها متكاملة الأداء التنموي/السياسي في المحصلة.
2- أن النجاحات تُكسب قبل بدئها ؛أي أن الاستعداد بالتوعية الجماهيرية/الشعبوية والتدرب الكافي كفيلان بالتقليل من نِسب الخسارة أو خطورة المغامرة التنظيمية في ممارسة جديدة وهي مُقدرة بالتأكيد.
وبناء على ما سبق ؛أذكِّر تتفرد عملية الانتخابات الحالية بعدد من السمات المتداخلة ظاهريا والتحديات أيضا للان مقارنة مع سابقاتها بالمعنى التاريخي لقِدم عمر الانتخابات في بلدنا منذ بديات تأسيس إمارة شرق الأردن 1921 .
أ- الانتخابات الحالية انتخابات مُركبة الدسم :- متنوعة؛ متعددة القوانين والعناوين في آن؛جديدة المضامين والآليات على كلِ من الدولة والمواطنين معا؛ إذ تتضمن ازدواجا في تركيبتها؛ أهدافا، تنمية وسياسيات، ممارسات وتنظيمات متعددة “البلديات ،اللامركزية،والمجالس المحلية كتشكل تنظيمي جديد”.
ب- أن العناوين والمضامين القانونية والانتخابية سابقة الذكر بقيت متداخلة بالنسبة لأغلب المرشحين الذين لم يقرا جُلهم القانون المرتبط بترشحه لأي من المجالس المطروحة للمواطنين بما فيها أعداد المقاعد لكل منطقة للان بالنسبة للمترشح/ه أو الناخب/ه لم تسبقها حملات توعية وورشات تدريب وطنية كافية وموسعة من قِبل اذرع الحكومة المختلفة ووسائل الإعلام المختلفة عموما ومؤسسات المجتمع المدني كذلك – مع الاحترام- كي تُفسر هذه الحملات للناس المضامين والمهارات المُستجدة لهذه التطورات القانونية المتعددة وبالتالي الانتخابية كي تجعلها مُتفهمة لدى الاردنين من الجنسين وباختلاف ثقافاتهم الفرعية “البادية،الريف، المدينة، المخيمات ” .
ج- أن النشاطات القبليّة الضعيفة نسبيا لنشر وشرح قوانين الانتخابات المتعددة ؛ وتسويق الأفكار الريادية المُدعمة لزيادة الإقبال على الانتخابات هذه المرة خصوصا وان المواطن الأردني قد خرج قيل فترة قصيرة من مواجع انتخابات وأداء مجلس النواب بغرفتيه النواب والأعيان وهي مُحبطة بالمجمل ؛ ان هذه المعطيات الذاتية بالنسبة للمترشحين والموضوعية بالنسبة للمؤسسات المعنية بالانتخابات قانونيا ومهنيا قادا الى بقاء الغموض المعرفي لدى الناس من حيث دقة معرفتهم بادوار وطبيعة التمايز بين مضامين وأهداف واليات العمل اللاحقة في كلِ من هذه المجالس ما جعل مقدمات هذه الانتخابات المتعددة ذات ضبابية ومربكة للعموم؛ كي لا اقول الجهل بتلك المعارف الضرورية أمام الناس مترشحيهم وناخبيهم معا وهذا هو التحد الوطني الاول الذي يواجه هذه الانتخابات كتجربة جديدة ؛فكرا وتنويرا مفترضا، وممارسات مرتجاة مرتبطة حكما بنوعية الفائزين وهم المسئولون عمليا عن إنجاح هذه التجربة الجريئة والبِكر على صعيد الوطن والإقليم ربما.
د- ؛ تتطلب وتتزامن ترجمة هذه المعطيات الانتخابية الجديدة والمربكة إجرائيا كما أسلفت مع تدني منسوب الوعي لدى المترشح/ه والناخب/ه معا مع ضرورة ممارستهما لحقهما في الاقتراع المتعدد الخطوات لمترشحيي هذه الأطر التنموية السياسية في نفس الوقت، وبأوراق اقتراع ملوّنة ،وصناديق عديدة وخاصة بكل منها أيضا..
أخيرا؛ لعل السؤال الواخز لنا جميعا هو ؛ هل بوسع المترشح والناخب أداء هذه المهمات الأدائية الوطنية أثناء اقتراعنا :- بوعي ؛ومفاضلات عقلانية بين المترشحين، وإدراك ناجز بالفروق العديدة بين ادوار كل من هذه التنظيمات الجديدة ؛ وقيامه بالخطوات الصحيحة المتعددة المراحل والاختصاصات في هذه الدقائق بنفس الوقت؛ دون أن ننسى أيضا أهمية تنظيمنا “لجان اقتراع وناخبين” الهادف الى الاقتصاد والاستثمار في مورد الوقت النادر أمام تواجد الأعداد الكبيرة للناخبين في قاعات اللجان الرسمية والأهلية الرقابية على سير إجراءات العملية الانتخابية ساعة الاقتراع مثلا؟ أتمنى ذلك .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى