سكان العبدلية الجديدة / سهير جرادات

سكان العبدلية الجديدة

“العبدلية”… اسم منطقة ليست خارج الأردن ، بل هي حسب التخمينات الشعبية المستندة إلى تسريبات من مصادرمتعددة ، رجحت أنه الاسم المرتقب الذي سيطلق على المدينة الأكثر جدلا من حيث الإعلان عن تسميتها، أو الإفصاح عن مكانها ، اللذين ما زالا موضع تخمين ، منذ أن تم الكشف عن المشروع الذي ما زال مجهول المعالم، والتفاصيل والملامح، فكانت الانطلاقة الأولى له هي ” العاصمة الجديدة ” ، التي تحولت إلى ” عمان الجديدة “، إلى أن انتهى بها المطاف إلى ” المدينة الجديدة “.

بعيدا عن مكان المدينة الذي ما زال مجهولا ، والمختلف على عدد الاشخاص المطلعين عليه، إلا أن التأكيد جاء بأنها ستقام خارج العاصمة (عمان) على أراضي خزينة الدولة، وستكون محاطة لمسافات كبيرة بأراضي الخزينة أيضا ، والغايات المرجوة منها هي التحفيز الاقتصادي ، واستقطاب استثمارات القطاع الخاص ، من خلال تأسيس مجمعات سكنية جديدة تعتمد على الطاقة المتجددة ، وذات تخطيط عمراني مميز يعالج جميع سلبيات العاصمة الحالية ، ليخفيف الضغط عنها، والتي من الواضح أنها شاخت – بحسب وجهة النظر الحكومية – وأصبحت عمليات التطوير لا تناسبها ، ولا تجدي نفعا في عمليات تجميلها، وحان الوقت لتوليد أخرى جديدة، تحمل صفات سلبت من شقيقتها القديمة لضعف التخطيط المسبق لها.
قبل أن نتحدث عن سبب إطلاق اسم ” العبدلية” على مشروع ” المدينة الجديدة ” ، الذي لن تتكلف حكومتنا الرشيدة المثقلة بالمديونية بدفع ” تعريفة ” من قيمة التكلفة المترتبة على إنشائها ، علينا أن نعود إلى سبب تسمية منطقة ” العبدلي ” الحالية ، وهي إحدى مناطق أمانة عمان الكبرى، ومركز لواء قصبة عمان التابع لمحافظة العاصمة ، بهذا الاسم ، والذي يعود لأهمية الموقع جغرافياً ، حيث يعد مركزا للعاصمة ، وتضم أربعة أحياء سكنية هي: جبل الحسين ، وجبل اللويبدة ، والشميساني، و المدينة الرياضية ، وتنسب المنطقة إلى الملك المؤسس عبد الله الأول ، بعد أن كان يطلق عليها اسم ” المنطقة الرابعة ” ، وتكون بذلك تسمية المدينة الجديدة ، والتي من المرجح اطلاق اسم العبدلية عليها، نسبة إلى الملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية ..
هنا …لزاما علينا أن نتوقف عند مشروع ” الترانسفير الإسرائيلي ” ، الذي يهدف إلى تهجير المزيد من الفلسطينيين ، وتجنيسهم بالجنسية الأردنية ، والعمل على تفريغ مدينة القدس من سكانها الأصليين ، لإتمام المخطط الصهيوني الهادف الى تعزيز الوجود اليهودي فيها على حساب الوجود الفلسطيني ، بفرض الكيان الصهيوني ما يسمى بالمحاصصة السياسية ، ونتوقف أيضا عند أعداد اللاجئين السوريين الذين لن يمكنهم حل الازمة السورية من العودة إلى بلادهم لأسباب سياسية داخلية بحته ، وخاصة أن بعضهم من حملة “الوثيقة”.
هذه المخططات التي تتزامن مع مشروعنا الجديد، ومع كل التخمينات والتحليلات التي اطلقت من هنا وهناك، منذ أن أعلن عن نية إنشاء ” مدينة جديدة ” ، تضعنا أمام سؤال واحد مهم ، لم يتم التطرق اليه ، والذي قد يكون عن قصد ، بعد توجيه فكر الجميع نحو مكان المدينة واسمها، والسؤال هو : من هم السكان الجدد ؟!
الأيام وحدها كفيلة بأن تكشف لنا عن هويتهم ، وماهية الاتفاقيات التي أبرمت لهذه الغاية؟

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى