رسائل اللقاء الثلاثي / عمر عياصرة

رسائل اللقاء الثلاثي
زيارة ترامب للمنطقة، حيث يسود الاعتقاد بأنه يحمل مشروعا لفكفكة استعصاء مفاوضات السلام، هي التي يمكن من خلالها تفسير اللقاء الثلاثي الذي انعقد في عمان وحضره وزير الخارجية الاردني والمصري وصائب عريقات بصفته امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
لا جديد في الخطاب، فقد تم التأكيد على المبادرة العربية للسلام، وحل الدولتين، وساد التفاؤل الذي لا اعرف مبرره بعد كل الانتكاسات التي عشناها على طاولة التفاوض، وبعد الانعطافات اليمينية المتطرفة الخطيرة التي يتمركز حولها حكام اسرائيل واميركا على السواء.
اللقاء كان لإظهار التنسيق والموقف المشترك بين الاطراف الثلاثة استعدادا لمواجهة استحقاق مشروع ترامب القادم، لكن السؤال: اين السعودية عن اللقاء، اهي بوارد التنسيق ام انها طرف في الضغط الذي ستقاومه الاطراف الثلاثة؟
الملفت ايضا ان السيد صائب عريقات ظهر بصفته «امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية» متجاهلين وزير خارجية سلطة رام الله، ولعلهم هنا أرادوا ارسال رسالة واضحة برفضهم ادماج حماس بالعملية السياسية، ولا سيما بعد اصدارها الوثيقة الجديدة التي تقبل بها «حل الدولتين».
واضح من اللقاء ان وزير خارجيتنا ايمن الصفدي يبذل جهودا كبيرة لهندسته وادارته، فالاردن معني بمواجهة اية احباطات تفرضها ضغوط ترامب، كما انه معني بمراقبة «ادارة ابو مازن» وتكبير رأسه للحفاظ على عدم انهيار مواقفه تجاه ما يعرض قريبا في القمة الاسلامية الاميركية التي ستعقد في الرياض.
المشهد الفلسطيني يؤرقنا في عمان، فرغم لقاءات الملك مع ترامب وتطميناته، الا اننا نجهل ما في جعبة الرجل من مفاجآت، كما انه لا يمكن التكهن بسلوك الرياض ورام الله المندفع تجاه واشنطن.
على كل الاحوال اللقاء الثلاثي خطوة جيدة وفي الاتجاه الصحيح، واداء ايمن الصفدي يبدو مثابرا ومخلصا، لكن الاهم من لك ان اللقاء تعبير عن قلقنا، واننا للاسف لازلنا متأخرين خطوات عن اللازم، فلا نعمل الا اذا تحركت واشنطن، ولا نؤمن بمبدأ «تنسيقك الابيض ليومك الاسود».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى