ربطة عنق وعنز وحكومات / يوسف غيشان

ربطة عنق وعنز وحكومات

بكل ما أوتيت من قوة ومن رباط الخيل،تسعى جهات بريطانية إلى محاولة إلغاء ضرورة ارتداء ربطة العنق أثناء العمل ، خصوصا في الأيام الحارة ، ولأنها تسلب الراحة على حساب الأناقة المفترضة ، وهي مسؤولة أحيانا عن جلطات دموية ع الواقف. وكانت دعوات مشابهة قد انطلقت في اليابان قبل سنوات ونجحت في التخفيف من عدد مشانق الأفراد – ربطات العنق – أثناء العمل الرسمي.
ترجح المصادر التاريخية إلى ان أصول ربطات العنق صينية قديمة من أيام الأباطرة ، فيما قرأت ذات مرة بأنها ذات أصول فرنسية نابليونية . في الواقع ، فان ابتكار تلك المشانق الدائمة ليس مفخرة لأحد ، وقد بدأ الناس يفكرون بطريقة عملية للتخلص من وباء الأناقة هذا
يوم عرسي اجبرني الشباب على ارتداء بذلة فاشتريت واحدة ديسبوزبل ومستعملة حتى النخاع بعشرة دنانير ، وفي العرس شلح صديقي عيسى ربطة عنقه وشنقني بها لمدة ساعتين … ساعتان من العذاب ، طلقت بعدهما البذلات وربطات العنق إلى الأبد.
من الناحية العملية …فقد اكتشف الفقراء استخدامات أكثر عملية للربطات ، حيث ان أخي الأنيق أرسل لي بقجة من ملابسه التي هجرها بينها ربطة عنق صفراء ، فأرسلت المعونة إلى عائلة فقيرة كانت تحتضن طفلتي الأولى عند ذهابنا للعمل . وفي اليوم التالي حينما جئت لاستعادة الطفلة لاحظت ان العنزة الموجودة في الحوش ترتدي ذات ربطة العنق الصفراء التي كان أخي نبيل يجعص ويقابل بمعيتها السادة الوزراء بصفته صحفيا فل اوتوماتيك ونائبا لنقيب الصحفيين…فقد تحولت ربطة العنق الى رسن ورباط للعنزة التي تربيها العائلة الكريمة . وهذا ابتكار نعتز به ، واهدية الى الزملاء في اليابان وبريطانيا لاستخدام المخزون الاستراتيجي الحالي من ربطات العنق لتزيين حيواناتهم الأليفة، أو ربط طيورهم المحببة في فناء البيت حتى لا تصاب بأنفلونزا الطيور.
يا أصدقاء … اتركوا ربطات العنق بدون ضغوطات ..ولا تشنقوا أنفسكم بأنفسكم من اجل أناقة مفترضة لا تخنقوا أنفسكم … فقد تكفلت جهات كثيرة بذلك مجانا لوجه القرد.
اتركوا الأمر لفاتورة النفط
لأمريكا
للتجار
للنساء الجميلات
اتركوا للحكومات شيئا تقوم به!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
من كتابي(مؤخرة ابن خلدون) الصادر عام2006

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى