حجر الرحى / نهاد يوسف العليمي‏

حجر الرحى
في آذار كانت امي تغسل حجر الرحى و تختار من الأرض عودا خشبيا صلبا تجعل منه محور الدوران للحجر و عودا آخر تجعله يد الرحى و كانت تقول لي ” جهز ربيعك بيجهز صيفك” و كنت في تلك الأيام لا أفهم العبارة .اليوم افهمها جيدا أفهم كيف أن الأعداد الجيد يقود إلى النتائج المرجوة.
اليوم كلي فخر أن جيشي العربي قبل تسع وأربعين سنة “جهز ربيعه” و خاض معركة الكرامة مع العدو الصهيوني و صنعوا فيها نصرا عظيما جعلوه محورا يدور الكيان الغاصب حوله كما الرحى جعلوا النصر في الكرامة عصا غليظة يذكر المحتل الصهيوني قوتها وشكيمتها كل عام.
قبل تسع وأربعين سنة جهزوا ربيعهم فجاء الصيف بالنصر راكعا أمامهم.
اليوم ذكرى نصر الكرامة ومعها يوم الأم ولأن الفضائل اذا اجتمعت فهي الزيادة في الخير والبركة. كل أم في وطني هي “كرامة” وكل كرامة هي “ام” فالمرأة هي أم النصر والفخر والعزة.
لارواحكم يا شهداء الكرامة يتفتح زهر الربيع وينحني لكم شكرا وعرفانا فلولا تضحيتكم لكان هذا الزهر شوكا.
اليوم في ذكرى نصر الكرامة الا “نجهز رحانا” ونغسلها مما علق بها من شوائب السنوات التي مرت
حماك الله يا وطني .

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى