جيل عرب ايدول / علي شريف

جيل عرب ايدول

في معركة مؤته وحين عاد جيش المسلمين مظفرا لم ينقص من عديده الا ثلاثة قادة وسبعة شهداء مقابل الاف القتلى من جيش الروم خرج اطفال المقاتيلين لاستقبال الاباء العائدون من فم الموت فكيف استقبلوهم ؟هل استقبلوهم مثلا باغنية طل النشمي من الخندق او تبرق وترعد او بالتهاني والتبريكات او باحتفال احياه تامر حسني او مغني ياباني اخذ اجره 100 الف من دم المقاتلين.
بالتاكيد هم لم يستقبلوهم هكذا ولم يستقبلوهم بمهرجان خطابي يتعربش المتحدثون فيه على الامهم وتعبهم وجراحهم ودم الشهداء ولم يبثوا العزم فيهم من خلال مسجات دعم تبعث عبر الحمام الزاجل انما استقبلوهم رغم الشوق بكلمة واحده فقط لاغير وهي الفرار.
ما اصعبها من كلمه حين تقابل جنديا يعود لتوه من معركة فادحة ربما لو انتصر فيها الروم لاجهضت الدولة الاسلامية كاملة فمن الذي ربا هذا الجيل على النصر والكرامة هل هو ميسي مثلا او هو رونالدو بالتاكيد لا فمن رباهم هو الاسلام .
في مؤته الطفل المسلم يقابل والده العائد من الحرب بالحجارة وبكلمة فرار لانه لم يعد اليه شهيدا حتى خرج القائد محمد صل الله عليه وسلم ليقول للناس انهم الكرار انهم الكرار.
انتهت مؤته ومرت الايام وطويت السنوات والقرون ووصلنا الى تنشاة جيل غريب عجيب اهم اهدافه الان ان تكون قصة شعره مثل نيمار ويلبس خصر ساحل مثل داني الفيس ويضع المكياج على وجهه يستقبل المطربين والعهرة بالورد ويترك المقاتلين يحملون ارواحهم هديه لاوطانهم .
في هذا الزمان لم يعد هناك نصر فجميعنا بتنا نستقي الحكايات الوهمية من اعلام مشوه واصبح النصر يتمثل بالتحدي من خلال برنامج عرب ايدول الذي نزع كل القيم والاخلاق وقبله ستار اكاديمي الذي شرعن العهر في بث حي ومباشر تحت اسم الحضارة.
عند جيل عرب ايدول اصبحت الهزيمة عادة والنصر خرافة وبدل ان يقرا هذا الجيل قصص نبيه والصحابة صار يطالع عند كل صبح اخر صيحات الموضة وماذا قالت احلام لراغب علامة .
اطفال مؤته كبرو فقادو الاسلام لعصور طويلة من النصر والسيادة والريادة واطفال العرب ايدول وستار اكاديمي باتو جيلا مستعدا لتقديم الوطن باكمله لعيون حفلة لتامر حسني او غنجة بريئة من هيفاء وهبي.
اطفال مؤته ودعوا الاباء لياتوهم بالنصر او الشهادة فكبروا وحملوا السيوف فصنعوا النصر والشهادة وجيل العرب ايدول صغروا اكثر واكثر ولبسوا الحلق والخصر الساحل فودعوا الكرامة والشهامة الى الابد.
اطفال مؤته كانت العابهم بالسيف واطفال عرب ايدول العابهم بالكيف اطفال مؤته كان اذا ما هب هبوب الحرب تقلدوا العز والكرامة والشموخ وابتدوا باسم الله وعليه توكلنا اما النصر واما الشهاده وجيل عرب ايدول اذا ما هب هبوب عرب ايدول تقلدوا تلفوناتهم وتجمعوا حول الشاشات وابتداوا بالغنج والطعج .
اطفال مؤتة كانوا اطفالا يعرفون كيف تتوحد النفوس والامم وجيل العرب ايدول فرقوا النفوس بين كبار البلد وشيوخ البلد ووقف واقعد يا ولد.
كيف نبني جيلا يقوده اعلام تافه حتى العظم متكسب حد النخاع الشوكي متسلق فوق التسلق في الوقت الذي كان اعلام اطفال مؤته هو القران الكريم ومدرسهم نبي الله وصحابته واعتمادهم على الله واساس قوتهم الاخلاق .
كيف نبني جيلا كل هدفه تلفون وورده حمراء في عيد الحب وباكيت دخان وتفحيطة بسيارة والصراع حول احقية المنسف على الملوخية وحربه تبدا باغنية مفرادتها ساقطة ومغنيها اكثر سقاطة
كيف نبني جيلا اعلامه يدمر كل القيم والاخلاق والكرامة اعلام يبدل العادات والتقاليد وقتما اراد اعلام مبني على التفرقه والبغضه وتغيير المفاهيم جعل الناس تهتم بسيرة سعاد حسني وشطب خالد ابن الوليد وصلاح الدين من مناهجه .
كيف نبني جيلا خلوقا متزنا محبا لاسلامه اذا كان من يتسيد اعمدة الصحف في بلاده مناهض للاسلام وكيف نبني جيلا مغرما بوحدته اذا كان ساسة الاعلام القذر يشوهون الوحدة والوطنية والتالف والتراحم بقذارة كلماتهم اليي تسكن اعمدة الصحف.
نحن لن نبني شيئا ولن نتقدم قيد انمله ما دمنا لم نقرا تاريخ اطفال مؤته ولم نعرف من هو اسامة بن زيد الذي قاد جيوش المسلمين في حروب الرده وهو في الربيع السابع عشر من عمره وكان خلفه كل القادة العظام من الامة الاسلامية.
نحن الان في عصر ميسي ورونالدو والعرب ايدول في عصر خرافات الازدهار الذي دعموه بشطب الخلق والاخلاق في عصر الزناة بالوحدة الوطنية جهارا نهارا والمسافة طويلة بيننا وبين اطفال مؤته لان اعلامنا القذر علمنا ان لا ننظر للخلف بل علينا ان ننظر الى نانسي عجرم وسيقان هيفاء .
ايها الناس ان اردتم وطنا واردتم شرفا ونصرا قاعطعوا اعلامكم الفاسد دعوهم يكتبون لانفسهم فقط لان من عهر الزمان علينا ان يطل صاحب الشيب الازرق يعلمنا الامانة وهو اول اللصوص ويعلمنا الوطنية وهو اول المتسلقين عليها افعلوا ذلك او فابقوا كما انتم تنتقلون من جيل ستار اكاديمي الى جيل العرب ايدول.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى