تعليق صغير / ليث شبيلات

تعليق صغير أيها العزيز سامي كليب
وقد أنشر تعليقا أوسع من أجل الفائدة لا من أجل الرد على سطحيين لولا سطحيتهم لما رتع الطغاة في بلادنا
التعليق استجره قولك ” لعله غير رأيه بعد ذلك”:
لا لم أغير رأيي في سورية يا أخ سامي ؛ غيرتي على سورية هي التي سببت لقائي بالرئيس الأسد وسفري إلى تونس والرباط لأنهى أخي الشيخ الراشد وأخي عبد الإله بن كيران من السقوط في مزبلة أصدقاء سورية الذين بمثل صداقتهم لا تحتاج سورية إلى أعداء وحاولت مع الرئيس أحمد عبيدات السير بوساطة تنقذ سورية فلم نفلح . كما وساعدني بعض الإخوة العقال من الإخوان المسلمين الأردنيين الذين كانوا يوافقونني على صحة طرحي في الاجتماع ببعض قيادات الإخوان السوريين ناصحاً بخطأ ما يفعلون فكانت الإجابة : إن الأمر قد قضي ولن يبق النظام أكثر من أسبوعين أو ثلاثة!! فقلت إنكم تعملون على إسقاط الدولة ولن تسقطوا النظام . كان ذلك لا لأنني أعشق النظام بل لأنني أعشق سورية وأنا مثل أم الطفل المتنازع عليه التي تنازلت عن طفلها عندما حكم القاضي بشطر الطفل إلى شطرين . لقد صدقت وأنصفت الملك بفروسيتك يا أخ سامي إذ تحملني ويتحملني وهذه تحسب له وللإنصاف فإن النظام السوري غير المعروف بحنانه أبدا قد تحملني أيضاً ( ممكن لأنني غير سوري) وأنا أنتقد الرئيس حافظ الأسد في حياته في مكتبة الأسد بحضور أعلى قيادات حزب البعث على إرساله الجيش العربي السوري إلى حفر الباطن مع الحملة الأمريكية لغزو العراق وعلى قولي في نفس الكلمة أن الحصار على العراق يجري بأيدي عربية وكل زعيم يطبق الحصار يجب أن يطأطئ الرأس ذلا معترفاً بتسليم سيادة بلاده للأجنبي ( الكلمة موثقة لمن شاء أن يتأكد) . لم أعتقل بل دعاني المرحوم مصطفى طلاس إلى الغداء حيث تناوشنا التعليقات مع زوجته الكريمة وابنه مناف العقيد في حرس الرئيس وقتئذ إذ قالا إن صدام حسين عميل للأمريكان فقلت لهما : أما أنتم فقد كنتم تمارسون قمة الوطنية في حفر الباطن !! . وعندما توفي المناضل المرحوم جمال الأتاسي ودعيت لألقي كلمة تأبين (وصلت متأخرا فلم ألقها) وكنت على غداء تكريما للمناضل الرئيس أحمد بن بيلا ( بعد عودتي برفقته من العراق في محاولة لإصلاح البعثين الإثنين) وصدف أن كان حاضرا الغداء الأخ علي عقلة عرسان أمين عام إتحاد الكتاب العرب في سورية فطلبت منه أن يتصل بدمشق ليتأكد من عدم منعي من الدخول فجاءه الجواب : أهلا وسهلا ولكن ارجوه أن “يخفف شوي” . وهكذا لم يوضع إسمي على الحدود للمنع بل للتكريم والترحيب. وكذلك في عهد الرئيس بشار ألقيت محاضرة في 2 تموز 2006 في مكتبة الأسد قلت في مطلعها ( وإنني لأدرك بأن هذه الدعوة حدثت رغم أن الداعين المحترمين يعلمون علم اليقين بأن المدعو في الوقت الذي سيعلن فيه تضامنه وتضامن الشرفاء من الأمة مع سوريا شعباً ودولة ونظاماً في هذه الظروف التي لا تقبل التخلي، فإن مصداقية ذلك التضامن ستهوي إلى الخضيض ما لم تقترن بالمطالبات المتشددة برد المظالم الداخلية في الدولة المتضامن معها وإعادة ما صودر من حريات مقدسة شرعياً ودستورياً) وذكرت فيما ذكرت السجون السرية الأمريكية التي لم تنج منها الدول الثورية (وأصبحت الـ FBI التي هي وكالة الأمن الداخلي الأمريكي تعمل في مكاتب رسمية لها في كثير من أقطارنا بل وداخل مباني أجهزة أمن عربية دائسة بالبساطير على سيادتنا المزعومة بمباركة من حكام عرب وصلوا إلي الدرك الأسفل، ونحن لا نغار على سيادتنا إلا من جيراننا الأشقاء فأصبح ما يجري في شوارعنا شأن داخلي أمريكي تهتم به وكالة أمنه الداخلي!!!!. لقد كاد احتلال العالم العربي بأكمله أن يكتمل ) ومن أهم ما جاء فيها من نصح ما يلي : (نريد أن نقف مع سورية وقفة إيجابية ! وقفة شركاء في المصير يستمعون إلينا كما نستمع إليهم نتبادل المشورة ولا ننتظر تعليمات أو قرارات ينتظر منا أن نهلل لها رغم عدم مشاورتنا فيها. إن كان النظام القومي في سورية يخوض معركته على أنها شأن قطري فلا منطق عند عربي غير سوري في طلب المشاركة أما إن كانت سورية تخوض معركتها على أنها معركة قومية وهي كذلك فلا مفر أمامها من ضرورة حشد مجلس استشاري عربي واسع يتم اختياره من شخصيات عربية مناضلة حظيت بإجماع شعبي عربي فوق الشكوك يتبادلون النصيحة ولا يقال لهم في أي شأن يطرقونه أن هذا شأن داخلي سوري لا تدخل لكم فيه . شخصيات عربية ليست خلافية مؤهلة إن هي جمعت في سورية لتكون نواة لمؤتمر تأسيسي عربي جديد يُبدأ بإعادة بناء الأمة على أسسه وبإلهام من نضالاته التي سيخوضها في دعم سورية والعراق وفلسطين ودارفور والمقاومة في كل مكان. إن كان هنالك شك في أن انفراجاً ديموقراطياً داخلياً غير ممكن في هذه الأوقات مع أننا نعتقد أنه ليس ممكناً وحسب بل وواجبا أيضاً فإن تأسيس ممارسة ديموقراطية عربية لا يشك في قوتها التمثيلية فيه استجابة كبيرة للتحدي ورسالة فحواها أن الانفراد في القرار وفي الحكم ليسا غاية المسؤولين هنا بل مصالح الأمة التي يشاركهم فيها مناضلون عرب. ثم إن تحصين الجبهة الداخلية التي نخرها الإقصاء يكون بفسح المجال أمام كل قومي أو إسلامي أو يساري أو وطني مخلص لعروبته وثقافة أمته وغير مرتبط بأي أجنبي كي يدافع عن سيادة سورية وعروبتها وعن دينه المستهدفين جميعاً دون شرط الولاء للحزب الحاكم بل للوطن) .وانظر بالله عليك يا أخ سامي ماذا كان عنوان المحاضرة :
” لمن الكلمة غدا ؟ للأنظمة ؟ أم للمعارضات السلمية ؟ أم للمعارضات المسلحة”
استنتجت فيها أن المعارضة المسلحة قادمة بسبب طغيان الأنظمة وتحجرها وتفاهة المعارضة السلمية التي أنا منها وقد حدث فعلا ما توقعت، ولا أزعم النبوة، فمعادلة 1+1 =2 لا تحتاج إلى الوحي الإلهي . وطلب اللواء آصف شوكت أن يلتقي بي في اليوم التالي وسألني من ترشح للمجلس الاستشاري العربي الذي اقترحت فقلت : عليكم بأمثال الرئيس بن بيلا والفريق سعد الدين الشاذلي رحمهما الله وأحمد عبيدات ومن هذا العيار مثلهم.
وعودا إلى زلزال 2011 كتبت ناصحا حسب تسلسل الأحداث وتفاقمها مقالات منشورة على موقعي @shubeilat.com استحققت عليها لقب” شبيح “من الغوغاء الإسلامية مع أن صحيفة السبيل الإخوانية نشرت أهمها والتي يدل عليها عنوانها ” الإخوان المسلمون بيضة القبان بين المعارضة الوطنية ومعارضة الناتو” وعندما انقلب السيسي على االشرعية الانتخابية نالني من الغوغاء القومية المستعينة بالعسكر للتنكيل بالإخوان لقب ” إخونجي” فصح فيي قول المفكرالمناضل علي شريعتي رحمه الله : ( الشيوعيون يقول عني إسلامي والإسلاميون يقولون عني شيوعي :ذلك دليل على أني على حق.) في موضوع سورية قيل لي وقتها أنك مقل! قلت لقد ركب الطرفان رأسيهما واغلقوا عقولهم ، عندما يدوخوا بعضهم سيتجاوزون شتائمهم لنا ويقولون لي وللقلة التي حافظت على توازنها أدركونا عسى أن تصلحوا بيننا ما أفسده غياب الحكمة. فمن هو ذلك الأحمق الذي يعتقد أن سورية تستطيع أن تعيش من دون علويين (ومسيحيين طبعا ودروز وشيعة الخ ) ومن الأحمق الآخر الذي يعتقد أن سورية تستطيع أن تعيش من دون إسلاميين بل من دون إخوان مسلمين ( ناهيك عن المعارضين الآخرين من ماركسيين وليبراليين وقوميين). بعد أن يدوخوا بعضهم بعضا سيضطرون إلى الجلوس معاً .ألا نتعلم ؟ بعد مذابح الحرب الأهلية في لبنان هل كان أحد يتصور أن السنة سيتحالفون مع أعدائهم اللدودين الكتائب والقوات؟ من كان يتخيل أن يتحالف حزب الله المسلم الشيعي مع التيار الوطني الماروني ؟ من كان يتخيل أن الجنرال عون الذي قاد الحرب لإخراج سورية سيكون اعقل اللبنانيين الذين كان معظمهم وقتها يمسحون جوخ غازي كنعان إذ يواجه عداء المنافقين أولئك لسورية والذين زاودوا عليه بعد انسحاب الجيش السوري بموقفه المتمثل بـ ” لقد ناضلنا من أجل إخراج الجيش السوري من لبنان ! أما وقد حدث ذلك فلا عداء مع سورية جارتنا الكبرى وخاصرتنا وبوابتنا إلى المشرق العربي.” وليتحملني المعارضون الذي شكلوا المجلس الوطني ورضوا بالصهيوني برنارد ليفي منظرا واتخذوا فرنسة أماً لهم ألم يقرؤا التاريخ الحديث ؟ وكيف أن فرنسة التي احتضنت المؤتمر السوري الأول ضد الدولةالعثمانية كافأت السوريين واللبنانيين باحتلال لبنان وسورية تحت شعار : ها قد عدنا يا صلاح الدين.
أخي العزيز جدا سامي والذي يتساءل أطفال السياسة ن هوية معتقده: أشيعي فارسي هو؟ بل من بني معروف الذين هم أرومة من أرومات العروبة.
لا يعرف الناس أن الحلقة لم تكن مخصصة للحديث عن الأردن بل للموضوعات التي اختصرناها في ربع الساعة الأخير سورية ، إيران ، العراق ، مصر، سنة، شيعة ، الخ … إلا أن الأحداث التي جرت بعد أن تمت الترتيبات فاجأتنا بما لا نستطيع تجاوزه ! إغلاق الأقصى وفضيحة اطلاق سراح المجرم الصهيوني الذي اغتال المواطنين الأردنيين في شقة تابعة لسفارة العدو. وقد نستحق العتب على إطالة الحديث فيما لم تكن الحلقة مخصصة له على أهميته وعلى عدم ندمي أبداً على الخوض فيه . وكما كنت قد قلت لك إن حلقة واحدة لا تكفي لأفرغ لك ما في جعبتي. تحياتي لك وللميادين التي تعرف جيدا ما اختلف فيه معها فتصرفت بمهنية عالية فدعتني بل وكرمتني بإفراد حلقة لم تفرد لأحد قبلي . إن من أهم إشارات نجاح الحلقة وبالتالي القناة التي بثتها أنها استفزت منغلقي العقل من كلا الطرفين فطرف سخيف اتهمني بأنني فارسي (رغم معرفته بالمحبة التي كنت أحظى بها عند الشهيد الغالي صدام حسين) وأما الجنرال بهجت سليمان الآخر فقد زعم أنني لست صديقا لسورية ولم يدر بأن الرئيس بشار قال للسيدة بثينة : لقد أحببت هذا الرجل وأريد أن أراه كلما حضر إلى دمشق . فيبدو أن الرئيس يا جنرال يخالفك ويقول لك أن الفيل “بيطير” فأجبه ” حاضر سيدي ! إنه يطير فعلاً “بس ما بيعلي كثير”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى