تبدلات في لهجتنا تجاه أزمة القدس / عمر عياصرة

تبدلات في لهجتنا تجاه أزمة القدس

اشعر بلهجة اردنية مختلفة عن تلك التي كانت في بدايات قرار ترامب القاضي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ولا زلت متشككاً من حجم عمق التغير كما ونوعا.
رئيس مجلس النواب لن يزور طهران، انتهت فكرة التلويح بالاستدارة، اضف لذلك موقف الاردن المنسجم مع السعودية في الاستمرار باعتبار الولايات المتحدة راعياً للمفاوضات (المرجعية الوحيدة) وقد اغضب هذا الموقف الفلسطينيين، ويقال ان وزير خارجية السلطة غاب عن المؤتمر الصحفي لاجتماع وزارء الخارجية في عمان بسبب موقفنا هذا.
الملك عاد من زيارة لا تفصيلات حولها الى الان، كما تبادل مكالمات هاتفية مع محمد بن زايد وعبد الفتاح السيسي، وكان هناك ايضا في عمان لقاء مكثف بين ايمن الصفدي ووزير الخارجية السعودي.
واثناء لقائه مع رئيس مجلس النواب ورؤساء اللجان، تحدث الملك بوضوح عن ضرورة استمرار التواصل مع الادارة الاميركية؛ لأن الفراغ يضر بالمصالح الوطنية.
هناك لهجة جديدة تشعرك بوقف التصعيد مع واشنطن، واتمناها كذلك فقط؛ بمعنى انه من الضروري الحفاظ على مبدئية موقفنا غير القابل للمقايضة، كما اننا يجب ان لا نقبل بشبهة تتعلق بأننا جزء من الضغط على الفلسطينيين.
على العكس تماما، يجب على المرجعيات الاردنية ان تدرك اننا لم يتبق لنا الا موقف الفلسطينيين، ندعمه، نطوره، وقد يكون مكانا مناسبا «لموقف بالوكالة» يعيد ترتيب اوضاع مشهد القضية الفلسطينية.
انا مع عدم خوض المعارك العبثية، وادرك ان علاقتنا بحلفائنا ( واشنطن والرياض) متوترة، ولا يمكننا الخروج منها او التمرد عليها او الاشتباك الصراعي معها بسهولة.
لكن في المقابل لا يصلح عند الاقتراب من امننا الوطني الهوياتي، كقضية القدس، ان تبقى علاقتنا مع الحلفاء يسودها منطق «ولا تقل لهم أف»، فهذا خطأ وارتداد غير مبرر.
مرة اخرى اتمنى ان نكون داعماً حقيقياً للفلسطينيين، وان تكون واقعيتنا مؤسسة على مصالحنا الحيوية، وان نكون اكثر صمودا، واشد بأسا في قادم الايام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى