المحبوبة السمراء / نبيل عماري

المحبوبة السمراء ” نبيل عماري “

انا المحبوبة السمراء اجلى في الفناجين
وعود الهند لي عطر
وذكري شاع في الصين.
هكذا كنا نقول للقهوة ونقول شعراً بها ونغني شبابنا شوباشو وسط الدواوينا شربوا القيهوة والهيل بالفناجينا فهي الصباح الحلو وكرم المضافات ورائحة العيد وزمن المحماسة والمهباج وطحن القهوة والماكنات اليدوية ذات الجرار والأسطوانية هي عبق الياسمين في يوم صباحي لا يحلو صوت فيروز إلا بفنجان قهوة والعكس صحيح ” في قهوة ع المفرق ” أرتشف رشفة من فنجان قهوة وأتذكر الماضي وبيوت العز ذكريات تبعث في روحي الحنين وأحن لخبز أمي وقهوة أمي لقهوة كانت تحمص في البيوت وعند بائعي القهوة تشدك الرائحة وأنت تمشي بوسط البلد ” عمان ” قهوة البدوي ، عبد الرحيم ، شاهين ، أزحيمان وفي الزرقاء قهوة السرور ، والنصر ، وشهناز أتذكر الركوة ولذة طعم القهوة من بين يدي أمي وهي تلقم الدلة النحاسية بملاعق القهوة يا الله يا لمذاقها الساحر ف لفنجان أمي وصفة سحرية لم أجد لمثلها مثيل فسلام لروح أمي وسلام على الماضي وسلام على الحنين ، سلامات لتلك المضافات والتي كانت تعبق برائحة الطيبة والكرم والشمس غابت يا أبن شعلان وأريد أدور معازيبي والدلة تسكب على الفنجان وبهارها جوزة الطيب ، المحبوبة هي ذاكرة الأغاني الجميلة من سميرة توفيق صبوا القهوة وبالله تصبوا هالقهوة إلى أسمهان قهوه أنا اهوى وميل يا غزيل ميلك ميوله قيلك أيوله نسقيك فنجان نعملك تبولة ومن الكلمات الجميلة والتي كنا نسمعها ولا زلنا نسمعها
/قهوة اهلا سهلا/
“كب القهوة خير”
“”كبوا القهوة من عماهم وقالوا الخير اجاهم””
اجمل ما كان يجمعنا اهل واصدقاء هي القهوة ..
حاضرة في كل مناسبات حياتنا ..اجمل الذكريات تمر عليها السنين وتبقى في الذاكرة رائحتها وكيف كان يتم تحميص البن الاخضر بالمحمصة فنحركه وتفوح منه رائحة الشجن وكانت مطحنة البن اليديوية هي رفيقتنا الدائمة قبل وصول الزائرين فنجتمع احيانا للتسلية ونبدأ بطحن البن وبعدها نشرب اطيب والذ فنجان يجمعنا على الالفة والمحبة ..
وكانت القهوة مرافقة كل المناسبات ف
في الأفراح والأتراح
في الجاهات والمناسبات
بهزة فنجان قهوة
القهوة شاركت افراحنا فنشربها ونقول دايمة
وشاركتنا في احزاننا ولكن مع كتم كلمة دايم الله يرحمة أو يرحمها
كانت ذكريات رائعة ولا تزال القهوة تجمعنا جميع العائلة والاصدقاء عالمحبة ..
فكلما التقينا بصديق او عزيز سنقول
اهلا وسهلا ،اتفضلوا نشرب فنجان قهوة !
وقد صاحب فنجان أو دلة القهوة كلمات وأمثال وأعراف كأن نقول
* قهوتكم مشروبة / وهي كناية عن عبارة شكر تقال في معرض رفض مهذب لفنجان قهوة يعرض على الضيف .
. القهوة بيمينك / وتقال للزوم تناول فنجان القهوة باليد اليمنى حتى لو كان الشخص أعسر وعكس ذلك يعد إهانة لمن قدمها .
* أول القهوة خصّ والمنسف قص / حيث يمكن تجاوز الجميع وصب ّالقهوة للضيف ، كما لا يجوز لشارب القهوة مناولة الفنجان لجليسه كما هو الحال في الماء، لأن الفنجان مخصوص له بالذات .
* دخان بلا قهوة كراعي بلا فروة / مثل يختزن تقاليد شعبية ترافق طقوس إعداد وتقديم وضيافة القهوة وصنوها الدخان .
* السادة للسادات والحلوة للستات / أن القهوة السادة (المرّة) للرجال ، والمحلاة للنساء .
* القهوة بالرميش والنار بالحرفيش / بكرج القهوة الذي يوضع في(الكانون) أو (المنقل) المملوء برماد النار الساخن كي تبقى ساخنة أي أن القهوة وهي بالبكرج تحتاج إلى (الرميش) أو الرماد الساخن المختلف عن نار الحطب السريع الاتقاد والمسمى (حرفيش) الذي يتم تقليبه بواسطة الماشة اوالملقاط .
اجرشها جرش واطبخها هرش (بمعنى لفترة طويلة)
القهوة حماصها لطيف ودقاقها خفيف وشرابها كييف
أول فنجان للهيف والثاني للضيف والثالث للكيف والرابع للسيف/
ومعنى ذلك انه عند جاهزية القهوة يعمد المضيف او من قام بتحضيرها بشرب اول فنجان من قهوته ليتاكد من جودتها ويسمى هذا الفنجان فنجان (الهيف)
ثم يقوم بصب القهوه للضيف وهو الفنجان الاول بعد
الهيف,ويعتبر هذا الفنجان بمثابة العيش والملح بين الضيف ومضيفه
ويطمئن كل منهما للآخر ويسمى هذا الفنجان فنجان (الضيف)
ثم يصب فنجان اللذه والاستمتاع بالقهوه فاذااخذالضيف فنجانه كضيف واطمان على نفسه يآخذ هذا الفنجان الثاني ليجلب له اللذه والمتعه الخاصة بعد الفنجان الاول ويسمى فنجان (الكيف)
ثم يآتي الفنجان الأخير وهو الفنجان الثالث وهو فنجان (السيف) اي فنجان الفروسية والحرب, واذا اخذه الضيف يعني
اصبحت بين الضيف ومعازيبه اومضيفيه رابطة قوية بامكانه الدفاع عنهم والغزو معهم اذاوقع عليهم اعتداء
هذا ما جادت به ذاكرتي عن القهوة وفنجان ودلال القهوة حسب غناء دلال الشمالي عينك عالنار شعلها يابو عباية ودامرودلال القهوة عمرها ريتو ديوانك عامر ولا ننسى روائع محمود درويش عن القهوة .
نبيل عماري

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى