القدس والكرك بُطينان في ضاد امتنا الواحدة

خاص – سواليف
القدس والكرك بُطينان في ضاد امتنا الواحدة
الدكتور حسين محادين
البطاقة الأولى
* أشفِق وبوعي تاريخي ناجز لمعاني ؛الوجع والمصير الواحد على الجغرافيا السياسية ،غرورها بتضاريسها الفاصلة بيننا من جهلها . أشفِق عليها إذ تعتقد أن المسافات والجبال الوعرة ؛ او البحر الميت الذي يمّور بالموارد المسروقة من بطن الأغوار.
أشفق إذا اعتقدت يوما ما أنها كجغرافيا صماء قادرة على النأي بيننا إخوة وأهل ؛ او أنهما”الجغرافيا والغرور معا ” اعتقدا خطئا بأنهما المعيار الحاسم في تقرير أو تحديد منسوب النبض والحب الجامع بين معاني وواقع قدسنا الحضارة والأديان المصلوبة بالاحتلال وصمود ؛وكرك التاريخ ؛ الشهداء ،القلعة والمواقف المنحازة نحو أهلنا في فلسطين وسائر أرجاء امتنا الإنسانية.
* أشفِق على عدو همجي غاشم عُمره ما يزيد على ثلاثة أرباع القرن تقريبا في فلسطين ومع هذا لم يدرك حقا؛عِظم إرادة أهلنا فيها نزوعا للتحرر والاستقلال؛ أنه العدو الذي صدّق نفسه واهما بأنه الآمر الناهي في ما لا يعرفه هو او ما نعيشه من مواجع وآمال مشتركة مع أهلنا في القدس وكل فلسطين من :- نبض واحد وانساغ حياة ، آذن المساجد وأجراس الكنائس المتبادلة على ضفتي العمر الواحد؛ وحرقة دمنا الحار الذي فّرّ بكل إقدام من قلوبنا وأجساد شهدائنا الأطهار معا؛ رافضا على مدار التاريخ لسياسة التتريك العثمانية ؛ ولدموية وواحدية التدعيِش الفكرية والاحتلالية التي مازلنا نصُد أذيالها في الأردن المغالب .
باختصار كثيف اقول ؛هذا جزء من تؤامتنا في الحياة والطموح ؛ وهذا هو الحبل السريّ بين “كرك” التضحيات والانحياز كوطننا الأردني وأهله العروبيون الأجاويد عبر الأجيال في البُطين الاول وجدا ومصير بكل ما تمثله الكرك القلعة من حبل سري لعلاقتها التاريخية مع القدس غربا والتي تحررت على يدي الناصر ابن قلوون وصلاح الدين الأيوبي من جهة، ومن جهة أخرى وجود مصطبة الكرك في القدس التؤام إلى جانب اختيار أبناء القدس لأحد أبناء الكرك عضوا في مجلس النواب نيابة عنها في خمسينيات القرن الماضي وهو الدكتور يعقوب زيادين في مجلس النواب الاردني؛ وبين قُدس المعاني الروحية والحياتية النبيلة في فلسطين التي ستبقى الاسم الحركي المُستدام لصراعنا الحضاري عربا ومسلمين مع كل أعداء الحياة الإنسانية الحرة والكريمة لأشقائنا الفلسطينيين أولا ؛وفي الذروة من هؤلاء الأعداء الاحتلال الإسرائيلي البغيض في البطين الثاني لقلبنا الواحد.

البطاقة الثانية
المجدُ وكل فضاءات الخلود عبر الأجيال لكل جرحى و شهداء فلسطين من أهلنا فيها ومن مختلف الجنسيات قبلا؛ أنهم الشهداء الأكرم منا جميعا ؛فهم من جللوا وجعلوا من فلسطين بتضحياتهم وغابات معانيها الايثارية أوسع وأعمق من جغرافية فلسطين المعلومة رغم مركزيتها ؛فكرا، بؤرة تأجيج ووجع مستمر ومغذِ للصراعات في هذا العالم الظالم ؛كيف لا ؟ وكل صراع في هذا العالم الذي غدا صغيرا بحجمه وكبر أوجاعه سواء :- بحجم الهاتف الخلوي؛ أو بتعدد أقطابه ، أم بواحدية عولمته ؛وأي كان تصنيفنا لواقعه الدامي ؛ صراعا حضاريا استغلاليا من قِبل الأقوياء بعولمتهم وجشعهم الرأسمالي للضعفاء؛ أم بشريا ؛أو اقتصادي عسكري وامني عالمي ؛وكلها عناوين متعددة بظاهرها لكن جوهرها فلسطيني ممثلا بمركزية موقعها وارتباطاتها العالمية الواحدة .
والخلود للشهداء في عليّين و الدعاء بالشفاء العاجل لكل جرحى القدس وفلسطين والحرية للمعتقلين في سجون الاحتلال يارب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى