الفجوة والدراسات المستقبلية / وليد عبد الحي

الفجوة والدراسات المستقبلية

يُجمع الباحثون في الدراسات المستقبلية على أن الفجوة بين ” ايقاع التغير السريع والمتسارع” وبين ” تكيف البنيات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية” مع هذا التغير هي الدالة المركزية لبناء السيناريوهات المختلفة لكل الظواهر.
وتدل سلسلة من الدراسات المستقبلية ان معامل الارتباط بين ” عدم الاستقرار” في مختلف البنيات وبين نطاق الفجوة قوي إلى حد مطلق تقريبا، فعند قياس ايقاع التغير في البنيات يتم قياس مسالتين هما سرعة التغير (الانتقال من نقطة لأخرى” ثم تسارع التغير (أي ان السرعة في كل مرة تزداد عن المرة السابقة لها “، لكن أغلب دول ومجتمعات العالم تعيش في ظل بنيات إما عاجزة عن الاتساق مع سرعة التغير او عاجزة عن الاتساق مع تسارعه او مع كليهما.
ويميل أغلب الباحثين في الدراسات المستقبلية إلى اعتبار ” التطور العلمي والتقني” هو ” موتور” التغير سرعة وتسارعا، بينما تمثل الدراسات المستقبلية ” موتور القدرة على التكيف الاستباقي –أي الاستشراف على أساس يتجاوز الوضع الراهن”، وهو أمر يشير إلى المعادلة التالية:
إذا كان ايقاع التغير في التطور العلمي والتقني يساوي 1، فإن استجابة التغير الاقتصادي المرتبط به يساوي 1/ 15، بينما التغير السياسي 1/ 27، والتغير الاجتماعي 1/ 45، والتغير الثقافي 1/ 66، وهذه الفجوة في تفاوت ايقاعات الاستجابات البنيوية تفسر الاضطرابات القطاعية في المستويات العالمية والاقليمية والوطنية، وعند تقسيم العالم لأحد عشر اقليما( اوروبا الغربية، اوروبا الشرقية، أوراسيا،شرق آسيا، غرب آسيا، جنوب آسيا واستراليا، شمال افريقيا، جتوب الصحراء الافريقية،أمريكا الشمالية ،أمريكا الوسطى ، أمريكا الجنوبية) ، فإن المنطقة العربية تقع في المرتبة 9 في القدرة على التكيف، وأن اضعف جوانب تكيفها مع التغير التقني والعلمي بالترتيب هو التكيف الثقافي أولا يليه الاجتماعي ثم السياسي ، وهو ما يعني ان هذين البعدين- الثقافي والاجتماعي – سيتعرضان لضغط هائل وعميق خلال الفترة القادمة وسيضطرا للتغير ” طوعا أو كرها”….والأيام بيننا…..وتبقى ربما معنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى