الجيش السوري على حدودنا / عمر عياصرة

الجيش السوري على حدودنا

الى اللحظة لم نفهم التطور المفاجيء الذي دفع جيش العشائر المسلح «القريب من عمان» للانسحاب من محيط السويداء، مما وفر للجيش العربي السوري الفرصة للوصول الى السواتر الحدودية معنا دون قتال او مقاومة.
في السابق، نقل عن بشار الاسد قوله ان درعا والجنوب السوري هو مشكلة اردنية، وكان الرد الاردني العملياتي دائما متزنا، يحاول ان يتعامل مع المخاطر بحذر، وقد عانينا من ضغوطات كثيرة ومكثفة مارستها عواصم اقليمية ودولية، لكننا في النهاية ادرنا الملف بحنكة وحكمة ولا زلنا نفعل.
روايتنا الدائمة والمنطقية لوجود جماعات مسلحة ننسق معها كان يقوم على انها ليست لقتال الجيش السوري، بل هي لملء الفراغ وحماية الامن في المناطق، كما انها تمنع سيطرة المتطرفين على الجنوب السوري.
من هذا المدخل ارى ان الانسحاب كان قرارا اردنيا لإفساح المجال أمام قوات النظام السوري للسيطرة على المنطقة ومن ثم تطويق قوات تنظيم داعش في المتواجدة في البيئات القريبة.
وهناك معلومات توافرت عن اجتماعات لرموز عشائر البادية السورية وقيادات من “جيش أحرار العشائر” تعقد في الأردن منذ أيام وسط تكتم شديد، وتجري بمشاركة ممثلين عن الجيش الأمريكي.
ورغم عدم توافر المعلومات الكافية، الا اننا نعتقد ان ما يجري في الجنوب السوري هو استكمال لتفاهمات «موسكو – واشنطن – عمان» التي اسفرت عن وقف اطلاق النار في المنطقة وقد نرى نتاجا لها عودة للجيش السوري ونهاية لمخيم الركبان.
طبعا لاول مرة، يقف الجيش الاردني على الحدود السورية ويقابله بالجانب الآخر الجيش النظامي السوري، ولعله في الموقف الاستراتيجي، يبدو وجود جيش نظامي افضل من تواجد عصابات وجماعات تتبدل انتماءاتها تبعا لعواصم التمويل.
مع كل ذلك، لا نستطيع الجزم بما ستحمله الايام القادمة من تبدلات، فالمعلومات لا زالت شحيحة ومعتم عليها، لكن من الواضح – واتمنى ذلك – ان يتم الانتهاء من ازمة جنوب سوريا على قاعدة التفاهمات السياسية اكثر من صوت ورائحة البارود.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى