الجزيرة ..عين العرب وبندقيتهم

ليس بوسع الذين يختلفون معها الاّ أن يبصموا لها بالعشرة، حالهم حال الذين يتّفقون معها أيضا..فمنذ بدء الهجوم على غزّة..والجزيرة تخوض حربا إعلامية عالمية توازي في تضحيتها ما يقدّمه أهالي غزة من بسالة في المقاومة ،والتصدي لأكاذيب المحتل واختراق جرىء وواثقللميديا الإسرائيلية والصهونية العالمية..لقد نقلت الجزيرة الحرب من الأرض إلى الفضاء، فكانت عين العرب ولسانهم ، وكانت بندقيتهم الإعلامية الوحيدة،التي يصل مداها الى أقاصي الأرض وتزلزل عواطف الشعوب ، وتخرج جموع  البشرية بمختلف ألوانها وأديانها وأعراقها وطوائفها من أوروبا الى أفريقياً وشرق آسيا الى أمريكيا اللاتينية واستراليا..الصور وحدها من غير مترجم هي التي أخرجت سكّان الأرض الى  الشوارع هاتفين محتجين متظاهرين منتصرين للدم البشري المسفوك .. هذه القناة التي داست على شوك التشكيك منذ انطلاقتها ، ومشت بالحقيقة العارية من غير تدليس أو تزلّف أو محاباة لنظام أو تنظيم ،الى أن وصلت الى عرين ثقة المشاهد العربي ، تستحق الاشادة والتصفيق  نظير ما واجهته من عراقيل وإغلاق مكاتب وضرب مراسلين واغتيال صحفيين طيلة مسيرتها،تستحق الإشادة – على الأقل- احتراماً ووفاء لدم  طارق ايوب الزميل والشهيد الحي الذي دفع حياته ثمناً للكلمة والموقف ذات احتلال،هذه القناة تستحق الاشادة والتصفيق ليس لأنها متنفسّنا وحسب، بل لأنها ممثلنا الإعلامي الشرعي والوحيد كعرب لأنها  الصوت المرتفع والصورة الصادقة على أقمار العالم..ولأنها الحدث كما هو، لكن بعين عربية… الجزيرة تستحق أن تكون عين العرب وبندقيتهم الإعلامية التي لا تنفد ذخيرتها من الصور الواقعية والكلمة الجريئة والخبر الطازج..لذا فعلينا جميعاً : مشاهدين وحكومات ان نمسح العرق عن جبين  جنودها من مراسلين ومذيعين ومصورين و طواقم فنية وأن نمهّد الأرض لهم كي يعلو صوت الضحية أو يطفو على الأقل أنينها..فهؤلاء هم رسُل الحقيقة وهؤلاء هم سدنتها.. ***** كلمة أخيرة لكل من يرتاب من الاعلام المهني أقول : لقد ولّى زمن الاعلام المحنّط ، وزمن مذيعي الشاليش، وصناعة الخبر على طاولة الاستديو..فشمس الحقيقة لم تعد  تغطّى بغربال الغمغمة…احمد حسن الزعبي ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى