الأمنيات لا تكفي

مقال الثلاثاء 6-12-2016
النص الأصلي
الأمنيات لا تكفي
الذي يعاني من السُّمنة الزائدة غالباً ما يواجه واقعه بالأمنيات ليس الا..”لو أنحف شوي بصير البس قماش بدل الجينز” ، “لو انحف شوي بصير احط رجل ع رجل”..”لو انحف شوي بصير ألبس كنادر كعب”..وما أن يحضر “صدر المقلوبة” حتى ينسى نفسه تماماً ويخسر أحلامه بمعركة ذات الملاعق.. بعدها بدقائق يشعر بالذنب ويعود إلى لوم نفسه: “خلص لازم انحف من هون وطالع”!!..معتقداً أن الجسم “السمبتيك” ما هو الا مسحة رسول ،لا يحتاج إلى رياضة ،ولا إلى ريجيم ولا إلى برنامج غذائي للوصول إلى الرشاقة واللياقة..
**
حال حكومتنا مثل ذلك السمين الذي يرغب ولا يستطيع، فقد تابعت أكثر من تصريح لدولة الرئيس هاني الملقي في اليومين الأخيرين ،كانت في مجملها مجرّد قطار أمنيات لا يفرش سكّتها أية إجراءات..فضرورة التخفيف عن المواطنين – التي نادى بها قبل أيام – لا تأتي وحدها ، يعني لن ننام ونستيقظ ونرى ان الضرائب انخفضت والرسوم المبالغ فيها انقشعت!!.. والجار يسأل جاره “كيفك يابو فلان اليوم؟..”الحمد لله أحسن شوي..حاس بشوية تخفيف ع المواطنين”..ويسأل الطبيب مريضه..”راح الوجع اللي تحت صرتك حجي” ..”المريض لا والله يا دكتور بعده..بس حاس بشوية تخفيف ع المواطنين تحت ابطي”…
ضرورة التخفيف على المواطنين تحتاج الى حزمة قرارات منكم انتم ..إلغاء الرسوم غير العادلة ،تخفيض الضرائب..ضبط نفقات الإدارات الحكومية التي ما زال تعتقد أن نهب الوطن مرجلة وشطارة، وكلما ظهر تقرير جديد لديوان المحاسبة عرفنا ان المحاسبة ليس ديواناً وإنما “دواوين”، نعم كل المحاسبة “دواوين” في هذا البلد الذي لا يحاسب فيه السارق على ما سرق والفاسد على ما فسد..
بأي عقل يتقاضى مستشار قانوني بأحد سفارتنا 87000 دينار في سنة واحدة؟ وبأي منطق يشتري وزير عمل سابق طقم كاسات شاي بــ180 ديناراً؟ على سبيل المثال لا الحصر، أين محاسبة المقصرين في 2014 و2013 وما سبقها؟ أين ملفات تجاوزاتهم وفسادهم ..؟
تريدون التخفيف على المواطنين حاسبوا كل هؤلاء وغرّموا كل هؤلاء؟ وحاكموا من أجبرنا على دفع فوائد “مجرد فوائد” على المديونية مليار دينار…تريدون التخفيف على المواطنين .. كفّوا الأيدي الخفية عن نهب المؤسسات الرابحة ..وعن خزينة البلد…وقولوا لهم “بالذوق”: الوضع لم يعد يحتمل كل هذا الترف…تريدون التخفيف على المواطنين ..صارحوا الكبار وأصحاب القرار بحالنا القادم في 2017 وان الوضع سيء للغاية.. ولا بد من التقشف وترشيد النفقات واختصار السفرات والبذخ المفتوح ، والشعور ان من نعيش عليه وفيه اسمه وطن وليس “ATM” او بطاقة فيزا..تريدون التخفيف على المواطنين صارحوا الكبار أن الوطن ليس فاتورة مفتوحة لكل من اشتهى او اشترى ، الوطن جروحه مفتوحة وحدوده مغلقة…الخليج يعاني ،وأمريكا تقرع الأواني ..فكيف ننتظر الآخر ليقف الى جانبنا…ونحن لا نقف إلى جانب وطننا؟ …صارحوهم ان هذا الوطن …طوافة خشب في بحر مائج فان نجا ..نجونا جميعاً…وان غرق غرقنا جميعاً…وذكروهم ،أن لطف الله فينا وإخلاص أبنائه الطيبين هو فقط ما سينجينا..
اما ساستنا فقد جرّبناهم فهم لا يجيدون السباحة لا مع التيار ولا عكسه..

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الله يسامحك
    انت ما بتعرف ان السفريات حول العالم هي في مصلحة الوطن والمواطن ؟ اصلا بدون السفريات كيف راح نعرف عادات وشعوب العالم من كازاخستان حتى امريكا الجنوبية مرورا باستراليا ونيوزيلاند وبناء على عادات الشعوب راح نشحد منهم بطريقه تناسب عاداتهم

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى