الأخطاء تتكرر

مقال الاثنين 9-10-2017
النص الأصلي
الأخطاء تتكرر
كلنا نتّفق أن ما يقوم به شباب الأمن العام وشباب البحث الجنائي بشكل خاص عمل مقدّر عاليا، ً يشعرنا بالحماية ويحافظ على ملامح الدولة وثبوتها ضد تفلّت الشللية والعصابات والخاوات..لكن كلنا نتّفق أيضاَ أن الفيديو الذي انتشر نهاية الأسبوع الماضي حول ضرب د.محمد الذيابات ، هو سلوك بشع وتصرّف شخصي من بعض عناصر البحث الجنائي يجب الاّ يمرّ دون عقاب أو ردع..
نفهم أن صلب عمل “البحث الجنائي” هو البحث عن الجناية لا ارتكاب “الجناية”نفسها والتنكيل بالمواطن الأعزل تحت غطاء البحث والوقاية ، المشكلة أن الأخطاء تتكّرر ،وما حدث مع الأستاذ الجامعي قابل ان يتكرر مع أي شخص آخر يتعرض لوشاية أو يستخدم أحد الخصوم نفوذه او نقوده او تحركّه صلة قرابة ببعض عناصر البحث الجنائي لإرهاب وإرعاب الناس …ولمن يملك ذاكرة جيدة فقد قام الباشا مدير الأمن العام قبل شهور بتوقيف عناصر أمنية أيضاَ تورطّوا بمقتل أحد الفتيان أثناء التحقيق..مما يعني أن ثمة سلوكيات تحدث مع سبق الإصرار أثناء المداهمات والتحقيق الأمر الذي يدلّ ان مدرسة العنف ما زالت قائمة في مراكز التوقيف وبين عناصر الأمن المختلفة..
واحدة من الأخطاء التي تتكرر أيضاَ أن المسؤول الأردني يفضل ان يرى مدناً تحترق والشغب يشتعل في كل مكان على ان يهزّ أردافه وينزل إلى أبناء بلده ومواطنيه يسألهم عن وجعهم وعن مطالبهم ويقف إلى صفّهم ويعدهم بإحقاق الحق ليس الا…ولتغلق الشوارع، ولتحرق المؤسسات الحكومية ، ولتقذف الأهالي بالغاز المسيل ، ولتتزعزع قيم الانتماء للبلد ، ولتصبح الفوضى على مرمى حجر ، لكنّه لا يستعد للنزول عن “كرسيه” نصف ساعة ليرى ما يجري، ليهدئ الناس الغاضبة المكبوتة والمظلومة..
ما زلنا نناضل حتى نثبّت صورة الدولة القوية الدولة المدنية العادلة الجامعة الحارسة ،هذه الدولة ان قويت قوينا جميعاً ان بقيت بقينا جميعاً وإن نخرها الظلم والمحسوبية والفساد والعشائرية و الفوضى لن تبقى واقفة ولن تبقى وارفة كما نتمنى وسننتظر صوت الإرتطام يوماً ما ،لا سمح الله…
ما جرى مع الدكتور محمد الذيابات معيب لنا كأردنيين ، قبل ان يكون سقطة في سلوك بعض رجال الأمن الذين نقدّر ونحترم ..حفاظاً على بلدنا ، وحفاظاً على صورة جهازنا الأمني “أولاد البلد” ، يجب ان توضحّ الأمور ،وتحسم في أسرع وقت..كما يجب ان يصحح المسار ولا تترك اجراءات المداهمة والتحقيق على هوى كل ما أن أراد ان يفرد عضلاته او شحن بفلم “آكشن” قبل الوظيفة بليلة..
حمى الله الأردن..

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. الخلل أطرافه ليس فقط المذكورين أعلاه.. إنما النظام العام للدولة ممثلا بحكومات إخترقت هيبة الدولة بالتمرد على دستورها ومجموعة القوانين المنظومة لتسيير الأمور..

  2. في ظل شعار الشرطه في خدمة الشعب ما شاهدناه كان شيء صادم ومحزن ومخزي , وقد اساء لصورة رجل الامن في ذهن المواطن الاردني , نتمنى ان يكون هناك حساب وحل مرضي لكي تبقى العلاقه بين المواطن ورجل الامن مبنيه على الحب والاحترام والتعامل الودي , وان نتمسك جميعا بسيادة الدستور والقانون فهو الضامن الوحيد لبقائنا آمنين مطمئنين في مجيط غير مستقر مضطرب يغلي ….

  3. لا يعجبني الاسلوب المتبع في المقال فهو اسلوب يدل على الضعف وعلى الاستكانة ويعكس تناقضا في كل مناحي حياة الاردني. وللتذكير عزيزي الكاتب فامريكا لديهم قانون حيازة وحمل الاسلحة ولم يجرء الرئيس الامريكي على التفكير بمجرد مناقشته لان شخصا ارتكب مجزرة في الاسبوع الماضي مما يدل على رساخة الاعراف والقوانين لديهم فهكذا قانون قد صيغ بعناية ليوافق غالبية احتياجات مجتمعهم. ولانهم شعب يومن بحقوقه وواجباته فلا تجد بينهم من يتزلف لحاكم من اجل انتزاع حقوق المواطنين ارضاءا للرئيس مثلا. نريد قانون اسلحة يتيح للمواطن عدم التعرض للتجريم في حال قتل اي شخص كائنا من كان دفاعا عن شرفة وكرامته ودينه وعرضة.

  4. هذه الممارسات أخطر على أمن الأردن من كل الإرهاب الذي في العالم كله
    يجب متا بعة الموضوع متابعة شعبية و لا يجب نسيانه بعد كم يوم كالعادة
    هذا الموضوع لازم انه يعالج قبل ما يخرج عن السيطرة
    المسيء لازم يحاسب
    ما حصل خزي و عار على كل أردني

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى