اعتذار / أحمد المثاني

اعتذار
.. .. إلى من أحببتهم ذات يوم ، و احتلوا من القلب مكانا بين النسغ و النبض .. إلى الذين دخلوا القلب .. مثلما دخلوا حياتي .. هكذا دون استئذان. ..
و إلى الذين جمعتني بهم الأيام .. و قت الضرورة و ساعات الازدحام .. و إلى الذين لقيتهم في مشوار العمر .. على قارعة الأيام الصعبة .. و مروا مرور الكرام ..
و إلى الذين بقيت ذكراهم معلقة في بقايا النفس المتعبة .. و الذاكرة التي تأبى النسيان…
إلى من أحسن إلينا بتركنا و محونا من سجله .. و إلى الذين غمرونا بمعروفهم ، و لما نستطع وفاء دينهم المعلق في رقابنا . و المشدود بخيوط المحبة المتينة ..
إلى الفارين من أملنا فيهم ..
و إلى المغدقين علينا بفيض محبتهم
إليكم سلام .. ..
سلام من روح خف زيت قنديلها .. و باتت لا تقوى على الأيام ..
سلام من نفس تكاد شمسها تغيب ، و ما زال
فيها بقية حلم ..
سلام إلى من عرفناه .. و لم يعرفنا ..
سلام لمن عرفنا .. و قصرنا في جنابه ..
في عمر تجاوز العقود الست .. و صار بلغة الشامتين .. رجلا ” ستيني ” !! في هذا العمر
الذي مرت عليه عربات الأيام محملة بالسهل و الصعب ،، بالفرح و الحزن .. أنظر إلى خلف ، فأرى خطا طويلا .. و خطوات ارتسمت .. منها الماثل .. و منها الذي تلاشى بغبار الزمان .. و أنظر إلى أمام فأرى خطا قصيرا ، أرى بدايته و لكن نهايته بيد الأقدار

في هذا العمر المتبقي مثل رشفات أخيرة من كأس الحياة .. لم يبق متسع للخلاف و لم يبق متسع لمجاملة .. فالعذر العذر منكم
في جعبتي ، لم يبق إلا قليل مما يسد الرمق ، و أكمل به المشوار ..
في جعبتي لم يتبق حسابات و مكاسب و طموحات .. كبار .. أنا الآن أبحث عن سكينة
أبحث عن مكان ، يقيني هرج الناس و ثرثرة الأيام ..

أيها الإخوة المحبون .. أيها الكارهون ..
هاتوا صكا أوقع عليه بتنازلي عن مزاحمتكم ذات يوم .. هاتوا صكا أوقع
عليه بتنازلي عما سرقته الأيام من أحلامي
و عما ضاق به صدري .. و عن خيبات آمالي

أيها الأحباب ، سامح الله عجزي
لكم مني كل الوفاء ..
و اطمأنوا .. فما زال في المصباح
بقية زيت .. و ما زال للحب جذوة
فلكم ألف .. ألف تحية

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى