احمد الدقامسة…عريسنا البطل ! / بسام الياسين

احمد الدقامسة …عريسنا البطل !

( من الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ).صدق الله العظيم

{{{ اليهود سرقوا الارض،استباحوا المقدسات ، مارسوا و يمارسون مهنة القتل على مدار الساعة و الاجهاز على الجرحى و الاسرى من اهلنا ، بالتوازي مع هذا التوحش الاجرامي، يقوم الاعلام الغربي المتأسرل ، وبعض المُعوقين عروبياً و دينياً بعملية غسل ذاكرة جماعية ، لمحو جرائم الصهاينة او تبريرها. هؤلاء و اولئك يتلاعبون في تاريخنا،ويحاولون هزيمة صورة البطل المثالية في دواخلنا …” فشروا ” ،سيبقى بطلنا ايقونة مُهابة نتطلع اليها بقداسة… نقول للطابور الخامس من دعاة التشكيك :ـ ليس منا من يحاول تشويه البطولة، وخارج الملة من يعبث في جماليات الشهادة…فسيف برق البطل يهزم الظلمة ، وصرخة الشهيد كالرعد المزلزل ، تُخرس فحيح الافاعي التي تعيش وتموت في الوحل…لإبطالنا حملة شعلة البسالة من فراس العجلوني حتى الدقامسة وما بينهما ومن سيأتي بعدهما تحية و انحناءة }}}.

*** احمد…تقف اليوم انت على رأس الابجدية. لتخيط بحروفها الذهبية بيارق ملحمة اردنية،على انغام ازير رصاصاتك المزغردة على ضفاف نهر الاردن الخالد،وعلى مسامع امين الامة،سيدنا ابو عبيدة ـ رضي الله عنه و ارضاه ـ …فامتلكت النجومية بعد ان غارت النجوم ولم يبق منهم غير الزمارين والطبالين.لا اسم قبلك،لا اسم بعدك لان اسمك احتل عناوين المقالات ، تصدر اللوحات الموشاة بالالوان، تغنت به مواويل العزة و الكبرياء . فشلت كل المحاولات في احاطة اسمك بالظل والظلام والتعتيم بل على عكس ما يخططون، اشعلتَ للعميان قناديلك المبهرة،اوقدت لهم مصابيحك المشعة،ففزعوا عندما اكتشفوا سوءاتهم العارية… عندما اخرجتهم رغم انوفهم من الكهوف المظلمة لتفضح عُريهم، فزادهم العراء عُرياً فوق عريهم. اذ ان فطرة الناس الاسوياء، انهم لا يتقززون من شيء، اكثر من قبح العُري.

احمد… بطلقات معدودات اسقطت ثلاث اتفاقيات في بضع ثواني…وادي عربة المُذلة،اوسلو الخيانة ، كامب ديفيد اللعنة التي فتحت علينا ابواب جهنم السبعة…. هدمت على رؤوسهم المعبد، صححت ببندقيتك المعوج من سلوكيات العربان، قومّت مغالطات التاريخ المكتوب بحبر المؤامرات…. ( ارض بلا شعب،لشعب بلا ارض / …الكبار يموتون والصغار ينسون فلسطين )…كتبت تاريخاً بديلاً للاجيال المقبلة ( ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة )،واثبت في الميدان ان قتال اليهود اهون من جدالهم،وهذا ما جاء في القران،في سورة البقرة… خردقت “كتاب حياتي مفاوضات لـ ” صائب عريقات ” …مفاوضات جرت تنازلات مهينة،قضم الارض ، تشييد المستعمرات. رصاصات الصدمة والترويع كانت ، رصاصات كاشفة للواقع العربي المتشظي .فأعدت الحق الى اهله،بنزع القضية من الانظمة،و اوكلتها الى اصحابها الشرعيين من المقاومين.

احمد…اللغة كما يعرف اللغويون المشتغلون بها قاصرة وعاجزة عن التطويع…ونشهد الله اننا عاجزون عن رسم مشاعرنا بالكلمات…ومن باب التكريم لك،تأخذك فلسطين بيديها لتصعد معك وبك الى اعلى درجات السُّلم الموسيقي،لتعزف بين يديك لحن المجد،وتقرأ على مسامعك سورة النصر. فما فعلت انت انك كسرت جريمة الصمت… بعث نسغ الحياة في العروق الميتة،و ايقظت امة غرقت في شخيرها… ما فعلت انت انك نفخت روح المقاومة في الجياد الاصيلة المقيدة بالاكبال والمكبلة بالقيود.قلت وقولك حق :ـ ان قوة اسرائيل تكمن في ضعفنا لا بقوتها…وان العرب لم يقاتلوها حتى اللحظة الراهنة…فكيف لها ان تهزمنا في سويعات قليلة،وترسم حدودها بجنازير دباباتها.

احمد… انت الرسام الاجمل في امة العرب…رسمت اجمل لوحة بالالوان الطبيعية،لخارطة الامة الطبيعية،بلا خوازيق سايكس بيكو ، رغم انهم يرصفون فسيفسائها بدوائرهم الاستخبارية :ـ دويلات طائفية،مذهبية،عرقية كي تتسيد اسرائيل المشهد كله…لتكون الدولة اليهودية هي الاكبر و الاقوى بين دول لقيطة… اكثر ما يخيفهم يا احمد وحدة العرب،لان فيها قوتهم … فتباركت يوم قلت : ـ بلاد العربِ اوطاني / من الشام لبغدان / ومن نجدٍ الى يمنٍ / الى مصرَ فتطوانِ . وشيّدت بذكاء مهندس معماري في الفراغ العربي القاتل،بنسب هندسية محسوبة وعبقرية صرحاً للبطولة. فلا عجب ان تُعجب بك الامة وتمنحك لقب اسد الاغوار،وتطلق عليك الامهات مانديلا العربي.

احمد …انت النبيل في زمن العمالة…الشجاع في زمن الجنباء … النقي زمن المطبعين الملوثين…انتخيت كعروبي نقي ومسلم حنيف . طيّرت رسالة لإسرائيل العنصرية ليس الفلسطنيون وحدهم في ميدان النزال .هناك عرب اقحاح يسندونهم و فلسطين كالحب لا يموت حية لا تموت …صرخت في وجه العالم،ان زمن الـ ” نعم ” الاذعانية انتهى وابتدأ العمل بـ ” لا ” الرافضة،وسددت بوصلة قلبك للقدس .فكنت الرائد الذي لا يكذب اهله، وصاحب الريادة في اعلان الحقيقة.

احمد البطل…بدهية معروفة ،ان الابطال لا يحفلون بالالقاب ،لا يكترثون بالاوسمة ،لا يبحثون عن سمعة او شهرة…المفارقة المخجلة حينما، كنت في غياهب السجن،اصبحت الالقاب عندنا طاهرة مخجلة، ” على قفا من يشيل “. الدكتوراه تشتريها بـ “500 “،والمعالي،العطوفة،السعادة اكثر من الهّم على القلب،اما الكراسي العالية تأتي على عجلات صنعت في ورشات،الواسطة،المحسوبية،القرابة،المعرفة،النسب… الادهي ان مسميات :ـ ناشط سياسي،خبير استراتيجي ، قائد حزبي،مناضل ثوري تستطيع التقاطها بالشوالات من على الارصفة كملابس البالة. لتجريف. خراب عميم،و غثائية مقززة ، بينما انت وحدك حزت على لقب البطل بجدارة….لذلك، نحن احوج ما نكون الى قدوات مستقيمة لها تاريخها …نخب متواضعة ، ممتلئة بالمعرفة لا بالونات منفوخة بغازات الميثان الكريهة…بشخصيات ذوات روائح وطنية،قومية،دينية زكية، حتى يستعيد المجتمع عافيته.

احمد….تصور في غيبتك العشرينية،تغيرنا من سيء للأسوا.الحواة يخرجون من اكمامهم عقارب سامة،ومن تحت قبعاتهم غربان مشؤومة ، اما النخبويون المؤتمنون على اموال الدولة،حملوا ما تيسر لها من الامانة وفروا خارج البلد،بينما المتنفذون سرقوا مياه الناس العطشى، فيما ذوي الايدي الطويلة اقتطعوا اراضي الخزينة كالكعكة بلا رحمة وكانهم في ليلة ماجنة . البقية التي جاءت متأخرة،و لم تصل ايديها للخزينة لتلهف البقية الباقية مما تركه الاجاويد خلفهم ، فاغرقت البلد بالبضائع الفاسدة و الاغذية المسرطنة ،ونشرت المخدرات حتى دخلنا دوامة ” المدواخ “، كأن ما يجري محاولة ، لهدم القلعة من داخلها ثم يتباكون علينا والى ما وصلت اليه احوالنا.نسأل الضالعون في علم الوقاحة :ـ اذا كان هؤلاء المنافقون يتباكون علينا شفقة بنا فمن قتلنا اذن ؟!. بعد هذه المسرحية،.حُقَّ لنا ان ندعو عليهم بدعاء سيدنا الحسين على الشيعة :ـ ” اللهم ان متعتهم الى حين ، ففرقهم فِرقا،واجعلهم طرائق قددا ،و لا ترض عنهم ابدا،فانهم دعونا لينصرونا،ثم عَدَوا علينا فقتلونا ” .

احمد…اطوق عنقك الشامخة بإكليل غار،ازرع في عروة قميصك وردة بلون الدم القاني،القي على كتفيك عباءة المهابة.انت ابن العم التي تُنزّل عروس الحلم من على ظهر الفرس،لتزفها الى القدس عاصمة الارض.همزة الوصل السماء.هناك ننصب سرادق الفرح لنتقبَّل التهاني بالشهداء،على وقع زغاريد الصبايا المخنوقة بدمع البكاء.هناك نُسقط الاقنعة،ليرى تجار القضية انفسهم في المرايا التي تكشف العمق المخبوء لا الملمح الممكيج بالاصباغ.هناك نرجم من فرط ومن باع ،ومن طبّع…هناك نهزم ظل الخوف الممدود امامنا الذي صنعوه لنا وارهبونا به . هناك نخرج من حيل الاعلام و خوارق التضليل التي عشنا تحت تأثيرها المُخُدّر..

احمد… اضرم نارك في تاريخنا المعاصر،فقد كتب بمداد الهزيمة،على ورق كالح السواد.انثر رماده في كل الاتجاهات،كي لا يعود ثانية للذاكرة او القرآءة…ما ينقصنا يا اخمد، رجال دولة افذاذ ،تخرجوا من الحارات الشعبية اولئك الذين لم يركبوا الموجة كأولاد الذوات،لم تقديسهم كأنهم تنزيل منزل ، ولم يجرِ تدويرهم حتى بهتت الوانهم، كلحت ملامحهم.نحن احوج ما نكون الى ابناء المدرسة الواقعية الشفيفة الذين لا يغامرون بالمستقبل إرتجالاً و مجازمة بل كل خطوة عندهم محسوبة بقدر…سؤال الاسئلة كافة :ـ لماذا يُستبعد المعارضون الشرفاء،مع انهم اكثر وفاءً وانتماء من ذوي الاحتياجات الخاصة المعوقين وطنياً واخلاقياً ؟!.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى