إصلاح مع سلامة النظام.. ما المانع؟ / عمر عياصرة

إصلاح مع سلامة النظام.. ما المانع؟
اتفق مع الاستاذ محمد داودية بأن انغلاق الحوار بين الحكم والشعب اعطى مبررا لانطلاق هبة نيسان عام 1989، ومتمما لفكرته، ارى ان توظيف الحوار فقط من اجل التفريغ الانفعالي لن يكون له اثر كبير وفاعل.
الملك حسين، كان محاورا مثابرا للاردنيين، رغم ذلك انطلقت هبة نيسان، لكنه استدرك بسرعة، فقام بإجراء مصالحات مع الجمهور، عنوانها انعطافات في النهج واصلاحات سياسية بطعم الجدية والحضور.
تلك دروس، من الخطأ تجاهلها، او المرور عليها مرور الكرام، وللامانة، حالة الانكار تقلقني، فهناك اعتقادات مشوشة بأن خبرة الربيع العربي في التعامل مع الاحتجاج، كافية لضبط الانفعالات، كما ان حالة الحركة الاسلامية «المهاودة» تغري اكثر بأن الامور في الجيبة.
من جهة اخرى، الذين يخرجون للشارع من حراكات، عليهم الادراك، ان الادبيات والخطاب الذي يمكن طرحه، يجب ان يستند الى المحافظة على سلامة النظام، دون التنازل عن اجراء الاصلاح وتغيير النهج… وانا على قناعة ان طبقة الحكم الحالية، وصلت من ناحية قدرتها، وثقافتها، وطبيعة علاقتها بالاخطاء والفساد، الى طريق مسدود لا يمكن بعده ان تجد حلولا خلاقة لأزمتنا الاقتصادية والسياسية.
من هنا، يأتي الحرص على امن النظام وسلامته واستمراره، فبقاء الاحوال على ما هي عليه قد لا يدوم طويلا، والرؤوس الحامية سيتضاعف وجودها مع مرور الزمن.
لذلك ارى ان الوقت مناسب للمرجعيات، كي تستثمر في الحركات الاحتجاجية، فتنعطف نحو تغيير تدرجي في النهج، وغير مزيف ولا تحايلي، يكفل تلافي ما حدث في ربيع 1989.
هناك انتهازيون مناطقيون في الشارع، يريدون اعادة توزيع الريع بشكل ملتبس وفاسد، وهناك صراع اجنحة داخل السيستم يعبر عن نفسه احيانا في الاحتجاجات.
لكن بالمقابل هناك كتلة حرجة تتشكل، يتراكم وجودها في الشارع والبيوت، تريد سلامة النظام من جهة وتغيير نهجه من جهة اخرى، وهذا التفهم الجيد، يستحق الالتفات له، وتوظيفه في عملية اصلاح للنهج والطريقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى