أضغاث أحداث …!!

مقال الأحد 8-1-2017
النص الأصلي
أضغاث أحداث
لم نعد بحاجة إلى رؤيا كرؤيا الملك في قصة سيدنا يوسف عليه السلام ، عندما رأى سبع بقرات سمان يأكلهنّ سبع عجاف حتى نعرف الوضع الاقتصادي القادم فالمكتوب واضح من عنوانه ، كما لم نعد بحاجة إلى اجتهادات وتكهنات مفسّري الأحلام ..فالأحداث لم تعد تصلنا (sms) ونحن نيام او (تمر كمقطع فيديو في القيلولة) بل بتنا نرى القادم ونحن في كامل يقظتنا وصحوتنا وانتباهنا فالفضائيات والمواقع الإخبارية تبث لنا لحظة بلحظة انكماش وجه العالم الذي يتغيّر بسرعة فائقة كتغير كوب البلاستيك أمام النار ليبدو أكثر تعقيداً وانصهاراً و بشاعة ..
الأحداث متسارعة ، وتحالفات تنفك وتبنى بسرعة كقطع الليجو ، واليمين المتطرّف يزحف على كراسي الحكم في كل دول العالم ، وصراع البقاء هي اللغة الوحيدة المتفق عليها ، فالكل يبحث عن البقاء بغض النظر عن المبدأ او الوسيلة لضمان الديمومة ، المهم الصمود أمام انهيارات “الدومينو” في كل مكان …أما الوطن العربي فبمجمله شاة هزيلة تنزف دماً في واد مليء بالذئاب الجوعى ..
هذه ليست نظرة تشاؤمية تعبّر عن وجهة نظر شخصية ، هي الصورة على حقيقتها دون تحليل سياسي أنيق، ودون ربطات عنق ، وحقائب دبلوماسية، واتصالات هاتفية، ولقاءات ثنائية..هذا ما نراه وما سنراه في قادم الأيام…
بعد عشرة أيام تقريباً ،سوف يتسلّم “دونالد ترامب” كامل صلاحياته الدستورية في أمريكا ، وسوف تبدأ الألعاب النارية في كل مكان ، ألعاب من وجهة نظر ترامب لكنها نارية من وجهة نظرنا نحن كدول عربية وعالم ثالث ، تصريحات ،قرارات، دعم غير محدود للكيان الإسرائيلي ، عقوبات، قطع علاقات..وكل ما يمكن ان يخطر على بال بشر..
شخصياً،ليس بيدي شيء أفعله ليس عندي وزارة تخطيط ولا مالية ولا تموين ، كل ما أملكه هو جمهوريتي الصغيرة بيتي 120متر مربع، وشأني شأن باقي الدول في الحفاظ على بقائها..فقد رفعت المخزون الاستراتيجي”للمونة ” من كل شيء..7 قطرميزات مقدوس، 7 قطرميزات زيتون ، 4 تنكات زيت زيتون ، مدّ عدس ، ومثله رفيعة وسميدة و مد من طحين قمح…تحسباً لأي تغييرات إقليمية طارئة…
أمّنّـا “ألمقدوسات والمكبوسات” وزرعنا الأرضيات وليفعلوا بهذا العالم المختطف ما شاؤوا ..
وغطيني يا ايفانكا ترامب.

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. سأقول لك ” مي تو” … واخر سيقول لك مي 3 . واخرى مي 4 وخامس مي 5 حتى نصل الى اخر شخص في تعداد السكان في العالم العربي ما زال قادرا على ان يتفاعل مع ما حوله .. لا أن يكون قادرا على الفهم .
    سنتحول في هذا العالم الممتلئ بالضجيج الى كائنات تشبه النمل .. نعيش داخل قرانا الصغيرة .. نحاول ان نؤمّن حاجاتنا من القوت والغذاء .. حتى اذا ما داهمنا الرعب صرخت نملة منا ..” يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم ” .. او ستتحطمون تحت أقدام من لا يخاف الله فينا ولا يرحمنا

  2. ويل للعرب من شر قد إقترب.. اليهودية العالمية بسطت نفوذها.. وأخيرا جاءت بترمب لتعلن حربا صريحة ضد العرب والمسلمين وبإسم محاربة شبطانهم “داعش” حيث يبدأ حدث “داعش” بالغرب وردود التدمير بالمشرق العربي..! “كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون بالأرض فسادا” صدق الله العظيم. (وأنتم يا زعماء العرب لن تستثنوا من فعلهم ولن يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة)

  3. بعد ان ضاقت الدنيا بسيدنا يوسف عليه السلام خرج من غياهب السجن وأصبح عزيز مصر ذلك أمر الله ….. فعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم نصل الله العفو والعافيه في الدينا والأخرة

  4. ترامب ليس بأسوأ من غيره حيال فلسطين فكلهم سيان .. الخطر المحدق بوجهة نظري على أكبر دولتين عربيتين في الشرق الأوسط و خرابهما على مبدأ دوده من عوده .. الله يستر فالوضع الجديد لهما بكل بساطة احتقان إقتصادي شديد

  5. ولكل حدث أضغاثه … ولكل زمان رجاله
    ترامب مجرد دمية بيد من هو أقوى منه … وما جاؤوا به الا لخوض حربهم العالمية الثالثة …ولا زال همنا نحن كشعب أردني لقمة العيش التي نجح الحيتان بالتحكم بسعرها ونوعها ووقتها وباتت قصة كفاح يومية .. ولا وقت لدينا لنفكر بالسياسة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى