أصحاب النفوذ / سهير جرادات

بات من المؤكد أن أصحاب العقول يعملون في خدمة أصحاب النفوذ، ومصالحهم في معظم مناحي الحياة ، بعد أن احتل بعض مواقع صنع القرار عاجزون عن تقديم الأداء الذي يناسب المكان الذي هم فيه ، وغير قادرين على اتخاذ القرارت الصائبة لضعفهم كونهم في الأصل منفذين، وليسوا صانعي للقرارات .
وأصبحت أسس انتقاء الصف الأول لا تعتمد على الشخصية والكفاءة وطرح الأراء والمبادئ ، وانما تعتمد على القدرة في تنفيذ أوامر اسياده وساسته ، وبالتأكيد الحظ الأوفر سيكون لمن لا يجرؤ على مواجهة المسؤول بخطئه ، ويخلو قاموسه من عبارة ” أنت غلطان “، وما عليه سوى اجادة كلمة واحدة ، تتألف من أربع أحرف فقط ، الا وهي ” آمين”.
وبهذا نجد انتشارا أوسع للأقزام الذين يتم تعيينهم من قبل من تم تقزيمهم سابقا ، وأصبحوا من شدة ضعفهم غير قادرين على التعامل الا مع الأقزام مثلهم ، حتى أنهم لا يشعرون بضعفهم وعجزهم ، إذ لا يشعر القوي بقوته ألا باختيار الأقوياء مثله .
وفي ظل انتشار الضعفاء في بعض المواقع المتقدمة ، الذين يطلق عليهم تعبير ” شراشيح السياسة ” ، بعد غياب ” العمالقة ” ، ممن يمتلكون القدرة على ابداء الرأي واتخاذ القرار، توسعت رقعة المتكسبين من الأنذال، متجاهلين المثل القائل :” رافق الذيب لو أكلك ولا ترافق النذل لو عزك وحملك “.
من المؤكد، أن الضعيف يتهيب القوي ، ويخشاة ، ويحسب له ألف حساب ، بحيث أصبح هناك توجه نحو مرافقة الأنذال ، بعد أن كبر الشعور بالخوف من أن يأكلهم الذيب ، رغم من أن أكل الذيب للقوي يمنحة القوة ، كونه على الأقل أكل من قبل من هو أقوى منه ، ويكفيه شرفا أن قويا تمكن منه ، ولم يغدر من قبل نذل قام بحمله ليس حبا به ، انما لتيسير مصالحة ، وأشهر من خلالها ضعفة بين الناس جميعا ، ووصمة بالنذالة.
ومن الواضح أننا نسينا ، أو تناسينا الأقوال والأمثال العربية القديمة ، التي كانت دروسا وعبرا من الأولين ، من خلال تقديم خلاصة النصائح لنا ، عندما دعتنا للسير مع الذيب؛ لأن ” الذيــــــب مايســير الا مع الذيــــب” ، دلالة على ان القوي لا يقبل الا برفقة الأقوياء ، لأن رفقة الذيب توفر لك الحماية ، حتى وأن غاب ، ورفقة النذل ، حتى ولو رفعك ، الا أنه في النهاية ستسقط في عينيك قبل أن تسقط في عيون الآخرين لا محالة ، حسب المثل القائل :” رافق الذيب لأنه يحميك وانت غايب ، ولا ترافق النذل حتى لو كان بالوطن نايب”.
وهكذا أصبح أصحاب العقول في خدمة أصحاب النفوذ ، ليس ضعفا بل خوفا على وطن أصبحت بعض مؤسساته تدار من قبل ضعفاء ..

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى